أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت تباين في الأداء خلال منتصف تداولات الجلسة مع اختلاط المشاعر ما بين تشكك المستثمرين تجاه ما ستؤول إلية الأزمة الأوروبية التي قد تعيق مسيرات تعافي الاقتصاد العالمي، و البيانات الاقتصادية الإيجابية التي شهدنا مؤخراً من قبل أكبر اقتصاد في العالم و التي تدعم التوقعات التي تشير لكون أكبر اقتصاد في العالم يسلط الطريق الصحيح نحو التعافي المرجو له.
الجدير بالذكر أن البيانات الاقتصادية التي صدر اليوم من قبل أكبر اقتصاد في العالم، قد أظهرت تحسن نسبي ملحوظ في قطاع العمالة الأمريكي، الشيء الذي يدعم الآمال تجاه زخم تعافي الاقتصاد الأمريكي، علماً بأن تزايد التشكك و المخاوف تجاه ما سوف تؤول إلية أزمة الديون الأوروبية و تابعياتها علي اقتصاديات المنطقة الأوروبية و الاقتصاد العالمي، أدي لتغاضي المستثمرين عن البيانات الاقتصادية الإيجابية التي صدرت قبيل مطلع تداولات الجلسة من قبل الاقتصاد الأمريكي تجاه قطاع العمالة.
حيث شهدنا ارتفاع قراءة شهر كانون الأول للتغير في الوظائف عدا القطاع الزراعي إلي ما قيمته 200 ألف وظيفة مضافة مقارنة بما قيمته 100 ألف في القراءة السابقة لشهر تشرين الثاني و مقارنة بالتوقعات التي أشارت إلي ما قيمته 155 ألف وظيفة، الشيء الذي ساهم في تراجع معدلات البطالة للشهر الثاني علي التوالي لتصل لنسبة 8.5% مقارنة بنسبة 8.7% في القراءة السابقة لشهر تشرين الثاني.
و بالحديث عن أداء أسهم البنوك و الشركات الأمريكية خلال منتصف تداولات الجلسة، فقد شهدنا تراجع كل من سهم Goldman Sachs و سهم Morgan Stanley بنسبة 1.46% و بنسبة 1.66% علي التوالي، ليقود تراجع أسهم القطاع المالي، و ذلك عقب خفض بعض المحللين لتوقعاتهم لعائدات المصارف خلال الربع الرابع.
كما تراجع سهم بنك Bank of America Corp. بنسبة 2.22%، عقب ما أشار إلية محللين JPMorgan Chase Co. لكون برنامج اعادة التمويل القروض الافتراضية الذي يقدر بنحو 1$ تريليون دولار أمريكي من قبل أدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما سيكون له تأثير ملحوظ في تفعيل المخاطر التنازلية للبنوك.
علي الصعيد الأخر فقد ارتفع ارتفع سهم Apollo Group بنسبة 5.57%، عقب كشف الشركة الأمريكية عن نتائج الربع الأول التي فاقت التوقعات،كما ارتفع سهم شركة Dendreon Corp. بنسبة 11.77%، مع التوقعات الإيجابية لمبيعات عقار سرطان البروستاتا التي قد ترتفع بنحو ثلاثة أضعاف خلال الربع الرابع.
هذا و قد قاد سهم شركة Alcoa Inc. التي تعد أكبر شركة منتجة للألمونيوم في الولايات المتحدة الأمريكية تراجع أسهم القطاع الصناعي مع تراجعه بنسبة 2.72%، و ذلك عقب تصريحات الشركة بأنها ستقوم بإغلاق نحو نسبة 12% من قدرتها علي الصهر عالمياً، خاصة و أن أسعار المعادن الخفيفة قد تراجعت نتيجة للفائض العالمي.
نصل بذلك لمؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، و الذي ارتفع لأعلى مستوي له منذ شهر تشرين الثاني من عام 2010 ليتداول حالياً عند مستويات 81.27 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 81.38 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 80.98 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 80.78.
علي الصعيد الأخر فقد تداولات أسعار الذهب في نطاق ضيف مائل نحو التراجع لتتداول حالياً عند مستويات 1,617.69$ دولار أمريكي للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية والتي بلغت 1,620.45$ دولار للأونصة، كما تداولات أسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو التراجع لتتداول حالياً عند مستويات 101.00$ دولار أمريكي للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية والتي بلغت 101.18$ دولار أمريكي للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية لتكون أكثر القطاعات من حيث حذف النقاط من مؤشر الداو جونز الصناعي هي قطاع الاتصالات و قطاع المواد الأساسية، إلى جانب أسهم قطاع الرعاية الصحية على التوالي، في حين تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم قطاع خدمات المستهلكين و قطاع الرعاية الصحية، إلى جانب أسهم قطاع التكنولوجيا.
هذا و قد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي تراجعاً بواقع 35.95 نقطة أي بنسبة 0.29% ليصل إلى 12,379.75 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد انخفض بوقع 1.76 نقطة أي بنسبة 0.14% ليصل إلى 1,279.30 نقطة، في حين ارتفع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 5.93 نقطة أي بنسبة 0.22% ليصل إلى 2,675.79 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 13:07 مساءاً بتوقيت نيويورك).