اتهم رئيس الإتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي قادة منطقة اليورو – التي تضم 17 دولة أوروبية – بالتخاذل في حل أزمة الديون السيادية التي تمر بها عدد من دول منطقة اليورو وقال أنهم اتخذوا اجراءات ضعيفة في وقت متأخر وكان ذلك سبباً رئيسياً في عدم نجاحهم في ايجاد الحل المناسب.
وأضاف رومبوي أن ما لدينا هو أزمة دين حكومية في بعض دول منطقة اليورو، وكنا نأمل في الوصول إلى حلول بسرعة أكبر بكثير لكننا فعلنا القليل في وقت متأخر وكنا ضعافا بعض الشيء، ومن ناحية أخرى أكد رومبوي أن العملة الأوروبية كعملة باقية ولن تتأثر بهذه الأزمة.
وتوجه رومبوي لتوجيه مشاعر الإيجابية في نفوس القادة الأوروبية بإبداء تفاؤله بحل هذه الأزمة لما يجد من اصرار هؤلاء الدول على ايجاد حل لها في المستقبل، وأكد تفاعله ما أدى الى إنقاذ ثلاث دول من أعضاء منطقة اليوور من أن تؤدي أزمتهم الى خروجهم من المنطقة.
ومن جهته ذكر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي إنه لا توجد دولة أوروبية قوية لدرجة تستطيع من خلالها التغلب بصورة منفردة على أزمة الدين الحالية، وأضاف مونتي أن إيطاليا تحتاج إلى أوروبا من أجل النمو الاقتصادي والاجتماعي كما أن أوروبا بحاجة إلى إيطاليا لتصبح أقوى، فتمثل توجهاته الى توحيد القرار الأوروبي لما هو يعيد على اقتصاد الدول الأوروبية بالنفع ككل، فلا توجد قرارات فردية ممكن أن تضر بإقتصاد دول المنطقة.
وبالنسبة للجانب الألماني فقد قال زعيم أحد الأحزاب المشاركة في ائتلاف ميركل الحكومي إنه يعتقد أن الاتحاد الأوروبي يستطيع تحمل انسحاب إحدى الدول الأعضاء بمنطقة اليورو، وأضاف زعيم حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي هورست سيهوفر في مقابلة إذاعية أنه يختلف مع رأي ميركل بأن أوروبا ستنهار في حال انهيار اليورو، فاستبعد الفكرة تماماً من ارتباط كيان الدول الأوروبية بالعملة الموحدة "اليورو"، لأنهم من وجهة نظره شيئين منفصلين ولا توجد علاقة قوية تربط الجانبين.
وذكر مثالاً على ذلك أنه توجد في أوروبا اقتصادات قوية لا تستخدم هذه العملة، وانسحاب أي دولة من المنطقة لن يؤثر أو يسبب انهياراً للإتحاد الأوروبي، وركز سيهوفر على أن يقوم الإتحاد بأخذ قرارات رادعة ضد كل من يخرق قوانين الدين لكي لا يؤثر على بقية الدول الأعضاء بالسلب.
وجاءت التأكيدات من قبل وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارتسنبرغ أن الإتحاد الأوروبي سيستمر حتى اذا ما انهار اليورو حيث قال "رغم أن اليورو مشروع مهم، لكنه مجرد أداة، فالاتحاد الأوروبي تم تأسيسه كمشروع سياسي وسيبقى حتى دون اليورو.