افتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت أخر جلسات التداول لهذا الأسبوع علي اللون الأحمر، عقب البيانات الاقتصادية التي صدر اليوم من قبل أكبر اقتصاد في العالم و التي أظهرت اتساع العجز في الميزان التجاري الأمريكي بصورة أسوء من التوقعات خلال شهر تشرين الثاني حيث بلغ العجز ما قيمته 47.8$ بليون دولار أمريكي مقارنة بما قيمته 43.5$ بليون دولار أمريكي خلال شهر تشرين الأول، ذلك بالإضافة لتجدد المخاوف في أسواق المال العالمية تجاه تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية التي قد تعصف بالتصنيف الائتماني الممتاز للعديد من الدول الأوروبية.
الجدير بالذكر أن كل من مؤسسة ستاندر أند بورز للتصنيف الائتماني و وكالة رويترز الإخبارية و داو جونز قد نوهوا اليوم من جديد لتخفيض ائتماني "وشيك" لمنطقة الاتحاد الأوروبي باستثناء ألمانيا، علماً بأن ذلك لم يكون مفاجئة لأسواق المال العالمية، خاصة و أن مؤسسة ستاندر أند بورز للتصنيف الائتماني قد حذرت علناً لاحتمالية تخفيض التصنيف الائتماني لأكثر من دولة داخل الاتحاد الأوروبي في حالة فشل زعماء المنطقة الأوروبية في حل أزمة الديون السيادية الأوروبية التي لا تزال تتفاقم.
علماً بأن تلك التحذيرات من قبل مؤسسة ستاندر أند بورز للتصنيف الائتماني قد جاءت قبل الاجتماع السابقة لزعماء المنطقة خلال الشهر الماضي، في حين تترقب أسواق المال العالمية الاجتماع المقبل لزعماء المنطقة مع نهاية الشهر الجاري و الذي من المفترض أن يصفر عن حلول فعالة لاحتواء الأزمة، علي الصعيد الأخر فقد صدر أيضا من قبل الاقتصاد الأمريكي القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميتشغان لثقة المستهلكين خلال شهر كانون الثاني و التي جاءت بصورة أفضل من التوقعات حيث صدرت بقيمة 74.0، مقارنة بما قيمته 69.9 في القراءة السابقة لشهر كانون الأول، مما قد ساهم بشكل نسبي في دعم مؤشرات الأسهم الأمريكي مع تجدد المخاوف و الشكوك تجاه تابعيات تفاقم الأزمة الأوروبية.
و بالحديث عن أداء الأسهم الشركات و البنوك الأمريكية في مطلع تداولات جلسة اليوم، فقد شهدنا تراجع سهم بنك JPMorgan & Chase Co. الذي يعد أكبر مصرف في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الأصول بنسبة 3.3%، و ذلك تراجع أرباح المصرف الأمريكي العملاق بنسبة 23%.
كما تراجع كل من سهم بنك Morgan Stanley و سهم بنك Citigroup Inc. بنسبة 3.2% ليقود تراجع أسهم القطاع المالي التي قادت تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية مع مطلع تداولات جلسة اليوم.
علي الصعيد الأخر فقد تراجعت أسهم Eastman Kodak Co. بنسبة 22% مع مباحثات الشركة الأمريكية لإعلان إفلاسها مع مصرف Citigroup Inc. الذي سيوفر لها الخدمات المالية.
نصل بذلك لمؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، و الذي ارتفع لأعلي مستوي لها منذ شهر أيلول من عام 2010 ليتداول حالياً عند مستويات 81.63 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 81.78 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 80.76 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 80.53.
علي الصعيد الأخر فقد تراجعت أسعار الذهب لتتداول حاليا عند مستويات 1,632.20$ دولار أمريكي للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية والتي بلغت 1,647.10$ دولار للأونصة، كما تراجعت أسعار النفط الخام لتتداول حالياً عند مستويات 98.42$ دولار أمريكي للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية والتي بلغت 99.31$ دولار أمريكي للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعاً لتكون أكثر القطاعات من حيث حذف النقاط من مؤشر الداو جونز الصناعي هي القطاع المالي و القطاع الصناعي، إلى جانب أسهم قطاع المواد الأساسية على التوالي، في حين تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم و المالي و القطاع الصناعي، إلى جانب أسهم قطاع المواد الأساسية على التوالي
هذا و قد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي تراجعاً بواقع 102.70 نقطة أي بنسبة 0.8% ليصل إلى 12,368.32 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد تراجع بوقع 10.18 نقطة أي بنسبة 0.8% ليصل إلى 1,285.32 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت نيويورك).