حققت المافيا الإيطالية المختصة بقطاع الزراعة ، عائدا سنويا كحد أدنى بمبلغ 12.5 مليار يورو. وهذايمثل فقط جزءا بسيطا من 220 مليارا تحققها المافيا الإيطالية سنويا من وراء الجريمة المنظمة وفقا لتقديرات المعهد الإقتصادي إيربيديس. وتتصدر الفضائح الخاصة بالأغذية العناوين الرئيسية بالصحف في إيطاليا حيث تجني ما يعرف بـالمافيا الزراعية مليارات من ازدهار صناعات زيت زيتون وأجبان ولحوم تعرضت للغش.
ونمت قائمة تلك المخالفات التي كشفتها مداهمات تقوم بها السلطات ودراسات المستهلكين لا نهاية لها في بلد مشهور بأطيب الأكلات. وحتى المكرونة «السباغيتي» والتي تعتبر منتجا يحمل رمز إيطاليا أحيانا ما تنتج خارج البلاد حيث تكون تكلفتها أقل. وثلث المنتجات الإيطالية التي يتم تسويقها على أنها منتجات أصلية في إيطاليا هي في الواقع يتم تصنيعها من مكونات مستوردة من دول أخرى بالبحر المتوسط. وهذه هي نتائج دراسة علمية شاملة أجريت بالتعاون مع الرابطة الزراعية الإيطالية كولديريتي.
ولا تزال سلطات الجمارك والغابات والمحققون الماليون يبحثون كيفية وضع حد لهذا النشاط المربح. إلا أن عصابات المافيا مثل كامورا وندرانجيتا وكوسا نوسترا توسع بشكل متزايد من استثماراتها في تجارة الأغذية المزدهرة حسبما يقول التقرير. وفي عصر يتسم بالأزمات الاقتصادية ، فإن المستهلكين المقتصدين سوف يختارون من أرفف المتاجر زيت الزيتون المعروض بسعر أقل في ظل افتراضهم بأنه من النوعية العالية.
وقد كانت المافيا في زمن سابق مجموعة عصابات تنشط في جنوب ايطاليا المسترخي ابدًا تحت الشمس الساطعة. وكان المرء يرى بين الحين والآخر عناوين تطمئن القاصي والداني الى أن الشرطة الإيطالية قضت عليها وأن رؤوسها يدفعون ثمن إجرامهم للعدالة والمجتمع.
وكانت بداية هذا التحول الهائل هو اتساع رقعة نشاطها من الجنوب الإيطالي، في مناطق مثل صقلية وباليرمو، ليشمل البلاد بأكملها بما في ذلك مدن الشمال الغنيّة مثل لومباردي وعاصمة الأعمال ميلانو. وفي السنوات القليلة الماضية صارت هي المستفيد الأكبر من الأزمة المالية التي عصفت بقطاع الأعمال والمال فاشترت العديد من الشركات والمؤسسات التي صارت كسيحة في هذا المناخ وتمكنت تاليا من السيطرة على قطاع عظيم من السوق.
ونقلت «تليغراف» البريطانية عن ماركو فينتوري، رئيس «كونفيزيرشينتي»، قوله: «شهدنا في 2010 وحده إفلاس 1800 شركة ومؤسسة تجارية وسقوط آلاف عامليها في براثن البطالة. وهذا هو الوضع الذي استغلته المافيا الى أقصى الحدود الممكنة. أما الأعمال المتوسطة والصغيرة التي راحت ضحية الربا الفاحش الذي تفرضه تلك العصابات فقد بلغ عددها ما لا يقل عن 200 ألف.