قامت مؤسسة بيل وميلندا جيتس بتقديم تعهد من أجل منح الصندوق الدولي مبلغاً بقيمة 750 مليون دولار أميركي من أجل مكافحة الإيدز في العالم، ويعد مؤسس مايكروسوفت هو من أنجح الشخصيات العالمية الذي يهتم كثيراً بتقديم منح ومساعدات من أجل مشاريع تنموية وغيرها...
وقال بيل جيتس كلمة أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا " هذه أوقات عصيبة اقتصاديا، ولكن لاعذر لنا في قطع المساعدات عن الأشخاص الأكثر فقرا في العالم"، وكانت تلك الكلمة ايماناً منه بأن هؤلاء الفقراء لن يستحموا تأخيراً على تلك المساعدات التي قد تودى الى موتهم بسبب نقص الرعاية الإجتماعية أو الغذاء الذي يكفيهم...
ويعتبر الصندوق الدولي مشروع شراكة بين مؤسسات حكومية وبعض جهات القطاع الخاص، ويقول الصندوق انه ينقذ عبر نشاطاته حياة نحو 100 ألف شخص شهريا، ومن هنا توجه بيل جيتس قائلاً أنه من خلال دعمنا للصندوق مكن أن نساعد في تغيير مصير الدول الأكثر فقرا في العالم، ولا يمكنني أن أفكر بعمل أكثر أهمية من هذا العمل، وهذا الكلام يوضح مدى الإهتمام البالغ الذي يوليه بيل جيتس بهذا القطاع التطوعي في خدمة البشرية في جميع أنحاء العالم.
ومن جهة اخرى أعلن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا قبل يومين أن مديره التنفيذي ميشيل كازاتشكيني سيتنحى بعد انتقادات بسبب إساءة استخدام الأموال وخفض التمويل، ويمثل الصندوق الذي يشارك به القطاعان العام والخاص ومقره جنيف نحو 25 % من التمويل العالمي لمكافحة الإيدز وفيروس "اتش آي في" المسبب له وكذلك أغلبية الأموال لمكافحة الملاريا والسل، فبهذه البيانات يوضح لنا مدى اهمية هذا الصندوق في مواجهة تلك الأمراض الخطيرة والقضاء عليها في العالم بأكمله.
ونتيجة لتلك الشكوك التي قيلت حول تلك الأموال ومدى استخدامها الخاطئ، فقد عملت هذه الشكوك الحد من متبرعين رئيسيين فى بلدان مثل ألمانيا إلى تجميد تبرعاتهم للصندوق، وكانت مؤسسة جيتس قد قدمت 650 مليون دولار أميركي للصندوق منذ تأسيسه قبل 10 سنوات ماضية فى دافوس، ولكن بالرغم من كل تلك الشكوك إلا أن مؤسسة جيتس حريصة كل الحرص على تقديم يد المساعدة لهذا الصندوق.
وفي النهاية قال بيل جيتس أنه لا مفرَّ من وجود فساد في مساعٍ خيرية ضخمة كهذه، إلاَّ أن ذلك لا يجب أن يغطِّي على العمل الجيد الذي يقوم به "الصندوق الدولي"، ويؤكد من خلال كلماته التي قالها أمام المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس أنه لا بد من تقديم المساعدة لمثل هذه الصناديق التي تخدم العالم كله.