اصبح موقع تويتر خلال فترة قصيرة أن يكون الموقع الأول بين مواقع التواصل الاجتماعي، واصبح يشكّل عصب الحياة لأغلبية المجتمعات، وبات تويتر محط أنظار الخليجيين بشكل خاص، حيث لامس العدد في الكويت قرابة 89 ألف مغرد، حسب ما كشفه وزير الإعلام الكويتي الشيخ حمد جابر العلي قبل أيام، فيما يتضاعف هذا العدد مرات عديدة في السعودية.
دفع هذا الأمر بعض الشركات الخليجية إلى رصد 50 دولاراً لكل «تغريدة» يكتبها أصحاب الحسابات الذين يتابعهم أكثر من 10 آلاف مشترك، ما يصل في بعض الأحيان إلى ما يعادل 3200 دولار شهرياً,على الرغم من انه لا يتيح يح للمغردين كتابة مواضيع بإسهاب ويقتصر فقط على رسائل قصيرة أو فلاشات.
ويختلف هنا كل مغرّد عن الآخر، فمنهم من يفضل أن تكون تغريداته في إطار الأصدقاء، فيما آخرون يفضلون أن تصل تغريداتهم إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين.
ويختلف تويتر الخليجيين تماماً عن تويتر العالم الآخر، فهو له نكهته الخاصة، وقد اشتهر العديد من المغردين، وتحولوا من شخوص مجهولة إلى شخوص مشهورة في تويتر.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، المغرّد مناف من الكويت الذي يضم أكثر من 50 ألف مغرّد معه، وقامت إدارة تويتر بتهنئته على تجاوز هذا العدد. وهنا الحديث عن الأشخاص العاديين لا المشاهير. أما على صعيد المشاهير، فقد تجاوز الداعية د. محمد العريفي مليون مغرد معه، ويكاد يكون الأول عربياً من بين المشاهير.
وقامت الشركات الخليجية باستثمار المغردين، خصوصاً ممن يضمون معهم 10 آلاف مغرد وأكثر، وهؤلاء هم من تبحث عنهم الشركات.
وفي هذا الصدد، يقول صاحب شركة الموتر ومراكز بيوتي تك للتجميل في الكويت عبدالرحمن جابر الهاشمي إنه يحرص على الوجود في هذا الموقع الاجتماعي الذي بات موقعاً مهماً لجميع الكويتيين.
وأضاف الهاشمي في تصريح خاص لـ «العربية.نت» أنه كان مهتماً بموقع فيسبوك ووضع صفحة لشركاته، لكنه اليوم يركز كثيراً على تويتر، باعتباره الموقع الأول بين الخليجيين، مبيناً أنه موقع اجتماعي تسويقي بشكل كبير.
وأوضح الهاشمي أنه يدفع أحياناً أموالاً لمجموعة من المغردين، ويتم الاتفاق معهم حسب كل مغرد، وما يضم من مشتركين في حسابه، فبعض المغردين تصل رواتبهم الشهرية إلى أكثر من ألف دينار كويتي (أي ما يعادل 3200 دولار)، بينما هناك مغردون يطلبون على كل تغريدة مبلغاً يبدأ من 50 دولاراً فما فوق.
وبات أغلب المغردين اليوم، حتى الأعضاء الجدد، يعلمون بهذا الأمر، ويسعى الكثيرون منهم إلى زيادة الأعضاء والمغردين، من خلال إرسال تغريدات تدعو إلى ضمهم وعمل «فولو» ليقوموا بالمثل.
وقال فهد العدواني وهو أحد المغردين لـ «العربية.نت»، إنه لا يحبذ فكرة أن يغرّد إعلانية، فهو يعتبر صفحته في تويتر ملك أحاسيسه فقط، ويرفض استقبال كميات كبيرة من الأعضاء.
أما أحمد الفضلي فيعتقد أنه لا بأس بعملية الحصول على راتب شهري من الشركات مقابل 5 تغريدات يومية من حسابه الخاص في تويتر، مؤكداً لـ «العربية» أنه لم يتفق على راتب معين، لكنه أحياناً يتفق على رسائل يومية مقابل مبالغ معينة.
وبيّن الفضلي أن هناك حسابات أطلق عليها «ريتويت»، تحاول أن تضم أكبر عدد ممكن، وذلك من أجل نشر تغريدات إعلانية، وبعض تلك الحسابات تجاوز عدد المغردين عشرات الآلاف.
ويبقى تويتر موقعاً سيظل طويلاً الأهم في العالم للتواصل الاجتماعي والتسويقي.