استطاعت الأسهم الأوروبية اليوم تحقيق مكاسب جيدة على ضوء عوامل مختلفة و لكن هذا الارتفاع في الأسواق الأوروبية لم يكن متوقعاً وسط الأحوال الاقتصادية الحالية، خاصة بعد أن لحقت بالأسهم يوم أمس خسائراً على ضوء موجة التشؤم و المخاوف التي هلّت على الأسواق المالية، إلا أن احتمالية عودة المركزي الأوروبي لشراء السندات و خفض تكاليف الاقتراض قد ساعدت بدفع الأسواق للأعلى.
حيث أشار أحد أعضاء مجلس الادارة للبنك المركزي الأوروبي بينوت كيور عن أن البنك قد يقوم باعادة احياء برنامج شراء السندات في سبيل تخفيض نسبة تكاليف الاقتراض على اسبانيا التي عانت من ارتفاع في كلفة الاقتراض في الآونة الأخيرة وسط المخاوف المتزايد حول مستقبل الدولة الاقتصادي.
حيث من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بالمحاولة لخفض تكاليف الاقتراض على اسبانيا عن طريق شراء سنداتها بعد أن توقف عن هذه العملية منذ أربعة أسابيع بعد أن منح البنوك الأوروبية قروض رخيصة تصل إلى تريليون يورو، و التي خففت من أي أزمات سيولة مرتقبة و قلّصت من عوائد السندات الأوروبية.
أعلن البنك المركزي الاسباني حن حاجة بنوكه الاسبانية للمزيد من السيولة في حال استمر الاقتصاد الاسباني بالتوجه من السيئ إلى الأسوأ، و الذي يعكس حالة الخوف المتضاعفة التي تحيط بالاقتصاد الاسباني ككل من عدم قدرة بعض البنوك من النجاة في حال استمرار انكماش الاقتصاد وسط تشديد الاجراءات التقشفية من الحكومة لخفض النفقات و خفض العجز.
و نُشير هنا عزيزي القارئ لتأثر الأسواق المالية بشكل سريع و قوي بأي عوامل اليوم حتى لو لم تكن ذات أثر كبير سابقاً نظراً لخلّو الأجندة الاقتصادية الأوروبية من أي بيانات اقتصادية، و هدوء الأسواق وسط شح العوامل المؤثرة بشكل عام، الأمر الذي جعل الأسهم و العملات الأوروبية تتبع أي عوامل بسيطة بشكل سريع.
و قد استطاعت الأسواق أن تحقق أرباحاً اليوم على الرغم من بعض العوامل التي تُشير إلى سلبية الصورة المستقبلية لمنطقة اليورو، حيث شهدت الدول الأوروبية و خاصة اسبانيا و ايطاليا ارتفاع في تكاليف الاقتراض بشكل كبير و التي عكست خوف و شكوك المستثمرين حول مستقبل منطقة اليورو و خاصة هذه الدول المتعثرة التي تعاني من ضعف اقتصادي شديد و ارتفاع في نسبة الدين العام.
أعلن البنك المركزي الفرنسي توقعاته لنمو اقتصاده خلال الربع الحالي حيث أنه أشار أن الاقتصاد الفرنسي الذي يُعد ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو قد تجنب الوقوع في دائرة الانكماش الاقتصادي خلال الربع الأول من العام الجاري و لكنه لم يحقق أي نمواً، و ذلك بعد أن نما بشكل متواضع جداً خلال الربع الرابع من العام الماضي عند 0.2%.
في تمام الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش، صعد مؤشر STOXE 600 بنسبة 0.95% أي بمقدار ليسجل مستويات 254.97 نقطة، كان القطاع المالي هو الرابح الأكبر اليوم في المؤشر بنسبة 2.11%، أما عن أداء الأسهم فقد ارتفع سهم Banco Popolare di Milanoاليوم بأسرع وتيرة مسجلا أرباحاً بنسبة 6.67% مسجلا مستويات 0.35 يورو، في حين هبط سهم Getinge AB-B بنسبة 5.71% مسجلا مستويات 174.90 كرونه سويدية.
في حين صعد مؤشر FTSE index بنسبة 0.73% ليصل إلى مستويات 5635.14 يورو، كان الرابح الأكبر في المؤشر أسهم Barclays الذي ارتفع بنسبة 5.04% إلى مستويات 216.70 جنيه استرليني، في حين كان الخاسر الأكبر سهم شركة BT Group الذي هبط بنسبة 2.42% إلى مستويات 213.30 جنيه استرليني.
أما مؤشر DAX فقد صعد بنسبة 1.33% مسجلا مستويات 6694.12 نقطة، أما عن أداء الأسهم فقد صعد سهم COMMERZ Bank بأسرع وتيرة مسجلا أرباحاً بنسبة 5.40% مسجلا مستويات 1.74 يورو، في حين صعد Deutche Luft بنسبة 0.49% مسجلا مستويات 10.23 يورو.
ارتفع مؤشر CAC بنسبة 1.46% مسجلا مستويات 3264.63 نقطة، أما عن أداء الأسهم فقد صعد سهم Alstom بأسرع وتيرة مسجلا أرباحاً بنسبة 5.40% مسجلا مستويات 27.43 يورو، في حين هبط سهم Fresenius 0.75% مسجلا مستويات 51.81 يورو.