افتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت رابع جلسات الأسبوع الجاري انخفاض واضح، و ذلك عقب التقارير التي أفادت بأن الخسائر التجارية من العمليات الائتمانية لمصرف جي بي موجان شاس قد بلغت نحو 9$ بليون و أنها قد تتخطي التقديرات الأولية، الشيء الذي أنعكس بشكل سلبي علي أداء القطاع المالي الذي يقود مسيرات التراجع في وول ستريت مع مطلع تداولات الجلسة.
بخلاف ذلك فقد صدر اليوم عن وزارة التجارة الأمريكية بيانات اقتصادية جديدة أكدت علي نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.9% خلال الربع الأول متوافقة بذلك مع التوقعات، في حين أظهرت القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي المقاس بالأسعار للربع الأول نمواً بنسبة 2.0% مقارنة بنمو بنسبة 1.7% في القراءة الثانية السابقة و مقارنة بالتوقعات التي أشارت لاستقرار القراءة عند نفس النسبية السابقة.
كما صدر أيضا عن الاقتصاد الأمريكي اليوم القراءة النهائية لنفقات الاستهلاك الشخصي و التي جاءت بنسبة 2.5% مقارنة بنسبة 2.7% في القراءة الثانية السابقة و مقارنة بالتوقعات، في حين جاءت القراءة النهائية للإنفاق الشخصي الجوهري للربع الأول بنسبة 2.3% مقارنة بنسبة 2.1%، بخلاف ذلك فقد أظهرت قراءة طلبات الإعانة الأمريكية تراجعاً دون التوقعات.
علي الصعيد الأخر و بالنظر إلي القارة العجوز التي لا تزال تعاني من جراء أسوء أزمة مالية عالمية منذ الحرب العالمية الثانية فقد شهدنا اليوم استمرار وتيرة ارتفاع العائد علي سندات الحكومة الإيطالية و انخفاض مستويات الثقة، مما يجعل بشكل عام عدم اليقين و المخاوف تسيطر على أسواق المال العالمية مع بداء فعليات قمة الاتحاد الأوروبي اليوم و التي ليس من المتوقع لها أن تأتي بحلول جذرية تعيد الثقة لأسواق المال العالمية بشكل كبير.
علماً بأن تلك القمة قد تناقش مسائل هامة و ذات أثر ايجابي ملحوظ على اقتصاديات منطقة اليورو من بينها سبل الاتحاد المصرفي و التكامل المالي من خلال معاهدة الانضباط المالي، ذلك بالإضافة لاحتمالية دراسة آلية الاستقرار الأوروبي بالتدخل مباشرة في إعادة رسملة البنوك بدلا من تقديم خطط الإنقاذ للحكومات. مما يجعل أنظار المستثمرين تترقب عن كثب ما ستصفر عنه تلك القمة المرتقبة من آليات فعالة لاحتواء الأزمة التي دخلت في عامها الثالث علي التوالي.
و بالحديث عن أداء الأسهم الشركات و البنوك الأمريكية في مطلع تداولات الجلسة، فقد شهدنا تراجع أسهم مصرف JPMorgan Chase & Co. بنسبة 3.4%، في حين انخفضت أسهم كل من مصرف Bank of America Corp. و أسهم مصرف Citigroup Inc. بنسبة 1.5% علي الأقل ليقودا بذلك تراجع أسهم القطاع المالي، كما تراجعت أسهم شركة Family Dollar Stores Inc. بنسبة 4.5% عقب خفضها لتوقعاتها لأرباح العام المالي الجاري 2012.
نصل بذلك لمؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، و الذي ارتفع ليتداول حالياً عند مستويات 82.72 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 82.81 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 82.29 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 82.25.
علي الصعيد الأخر فقد انخفضت أسعار الذهب لتتداول حالياً عند مستويات 1,558.91$ للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية عند 1,574.36$ للأونصة، كما انخفضت أسعار النفط الخام ليتداول حالياً عند مستويات 79.83$ للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية عند 80.60$ للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعاً لتكون أكثر القطاعات من حيث حذف النقاط من مؤشر الداو جونز الصناعي هي القطاع المالي و القطاع الصناعي، إلى جانب أسهم قطاع التكنولوجيا علي التوالي، كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم القطاع المالي و قطاع التكنولوجيا، إلى جانب أسهم القطاع الصناعي علي التوالي.
قد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي تراجعاً بواقع 98.05 نقطة أي بنسبة 0.78% ليصل إلى 12,528.96 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد انخفض بواقع 10.90 نقطة أي بنسبة 0.82% ليصل إلى 1,320.95 نقطة، في حين تراجع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 24.23 نقطة أي بنسبة 0.84% ليصل إلى 2,851.09 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 09:49 صباحاً بتوقيت نيويورك).