افتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت رابع جلسات الأسبوع الجاري علي تغيرات طفيفة موضحة اللون الأحمر، في ظلال ضبابية ما ستؤول إلي أزمة الديون السيادية الأوروبية التي تدخل في عامها الثالث علي التوالي، وذلك علي الرغم من البيانات الاقتصادية التي شهدنها من قبل أكبر اقتصاد في العالم والتي أوضحت ارتفاع طلبات البضائع المعمرة الأمريكية لأعلي مستوياتها منذ نحو ثلاثة أعوام، مما يعيد بصيص من الآمال تجاه مستقبل تعافي أكبر اقتصاد في العالم ليقلص من احتمالية اعتماد الفدرالي الأمريكي للخطط الثالثة من سياسات التخفيف الكمي خلال الاجتماع المقبل في 12-13 من أيلول/سبتمبر القادم.
شهدنا اليوم من قبل الاقتصاد الأمريكي قراءة طلبات البضائع المعمرة لشهر تموز/يوليو الماضي والتي أوضحت ارتفاعاً بنسبة 4.2% مقارنة بنسبة -1.6% في القراءة السابقة لشهر حزيران/يونيو، متفوقة بذلك علي توقعات المحللين التي أشارت لارتفاعها بنسبة 2.5%، في حين أظهرت قراءة طلبات البضائع المعمرة عدا المواصلات للشهر ذاته تراجع بنسبة -0.4% مقابل تراجع بنسبة -2.2%، ومقارنة بالتوقعات المحللين التي أشارت لارتفاعها بنسبة 0.5%.
بخلاف ذلك لا تزال القارة العجوز تجذب أنظار المستثمرين في ظلال حالة الترقب و الحذر التي تهيمن علي أسواق المال العالمية، حيث شهدنا اليوم وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز الإخبارية تفاوض أسبانيا مع منطقة اليورو علي شروط دعم مالي محتمل، علماً بأن مدريد لم تتخذ قرار نهائيا لطلب مثل هذا الدعم، وذلك يعد ضمن المساعي الحكومية للسيطرة علي الارتفاع الكبير في العائد علي السندات الأسبانية.
علي الصعيد الأخر فقد أعلنت مصادر في البنك المركزي الأوروبي أنه قد يضطر إلى تأخير الإعلان عن تفاصيل برامج شراء الأصول التي تهدف إلى التدخل في السوق الثانوي للسندات من أجل الحد من ارتفاع العائد عليها لاسيما السندات المتعلقة بدول مثل اسبانيا و ايطاليا، معرباً أن البنك المركزي الأوروبي سوف يؤخر الإعلان عن تفاصيل هذا التدخل لما بعد قرار المحكمة الدستورية الألمانية بشأن برنامج دعم الاستقرار المالي الأوروبي في 12 أيلول/سبتمبر القادم.
هذا ولا تزال مساعي رئيس الوزراء اليوناني أنتونيوس ساماراس لاستعادة ثقة الدول الأوروبية والاقتصاديات العالمية الكبرى لتمديد المهلة الزمنية الممنوحة لليونان قائمة، وذلك لكي تتمكن بلاده من الوفاء بالتزاماتها، حيث التقي اليوم في العاصمة الألمانية برلين بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ليؤكد من جديد علي أن أثينا "ستفي بالتزاماتها"، مضيفاً "أريد أن أنقل هذه الرسالة: أولاً سنحقق نتائج. ثانياً نقوم بخفض عجزين في نفس الوقت العجز المالي والعجز في الثقة في البلاد. ثالثاً للنمو الاقتصادي أهمية كبرى من أجل الوفاء بالتزاماتنا قريباً"..
هذا و قد أعربت ميركل عن ارتياحها جراء تعهد اليونان الوفاء بالتزاماتها، دون الحاجة إلى الحصول على المزيد من الأموال، في حين أكدت على أنها ستنتظر صدور تقرير الترويكا في أيلول/سبتمبر المقبل، حيث من المقرر أن يعود مفتشو الدائنون الدوليين (صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي) إلى أثينا مطلع الشهر المقبل لإجراء لتقييم للتقدم الذي أحرزته البلاد في إصلاح نظامها المالي .
نصل بذلك لمؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، و الذي ارتفع ليتداول حالياً عند مستويات 81.59 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 81.72 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 81.39 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 81.36.
علي الصعيد الأخر فقد استقرت أسعار الذهب أدني مستويات الافتتاحية لتتداول حالياً عند مستويات 1,667.20$ للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية عند 1,668.24$ للأونصة، في حين ارتفعت أسعار النفط الخام ليتداول حالياً عند مستويات 96.89$ للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية عند 95.95$ للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعاً لتكون أكثر القطاعات من حيث حذف النقاط من مؤشر داو جونز الصناعي هي قطاع التكنولوجيا وقطاع المواد الأساسية، إلى جانب أسهم قطاع الغاز و النفط علي التوالي، كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم قطاع التكنولوجيا وقطاع المواد الأساسية، إلى جانب أسهم قطاع الغاز و النفط علي التوالي.
هذا وقد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي تراجعاً بواقع 26.79 نقطة أي بنسبة 0.21% ليصل إلى 13,030.67 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد انخفض بواقع 3.05 نقطة أي بنسبة 0.22% ليصل إلى 1,399.03 نقطة، كما تراجع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 8.54 نقطة أي بنسبة 0.28% ليصل إلى 3,044.86 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 09:43 صباحاً بتوقيت نيويورك).