تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس مقلصة من المكاسب التي حققتها يوم الأمس و التي جاءت بعدقرار اللجنة الفدرالية المفتوحة لكن سرعان ما رجعت الأنظار إلى القضايا الأوروبية العالقة على رأسها اليونان ،و من القارة الأمريكية مشكلة "بالجرف المالي".
يذكر أن الإحتياطي الفدرالي قد أقر الأمس إضافة جولة رابعة من برنامج التخفيف الكمي بقيمة 45 مليار دولار شهرياً من سندات الخزينة باللإضافة إلى الجولة الثالثة المعمول بها و قيمتها 40 مليار دولار شهرياً من سندات مدعومة بالرهن العقاري ليصبح مجموع البرامج التحفيزية 85 مليار دولار شهرياً، و سيبقى العمل بهذه البرامج ما دام معدل البطالة أكثر من 6.5 بالمئة و معدل التضخم أقل من 2.5 بالمئة.
هذه المرة لم تعتبر عملية زيادة الأموال في السوق إيجابية نظراً لوجود المخاطر المرتبطة "بالجرف المالي" التي عاودت سيطرتها على مشاعر المستثمرين خصوصاً بعد تحذير برنانكي بأن السياية النقدية لن يكون لها التأثير الإيجابي المطلوب في حال تم تفعيل الجرف المالي.
و للتذكير فإن ما بات يعرف "بالجرف المالي" يتضمن رفع للضرائب و خفض للنفقات تلقائياً، حيث سيبدأ تطبيقه بداية العام المقبل إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق و هو ما سيدخل الإقتصاد الأمريكي في حالة الركود الإقتصادي.
من جهة أخرى لا تزال واشنطن تماطل، و بكل تأكيد لا يمكننا القول أنه كان هناك تحرك كبير نحو الوصول إلى إتفاق بين الحزبين الديموقراطي و الجمهوري و تسود حالة من الجمود في المحادثات إلى جانب وجود دلالات تحرك الإحتياطي الفدرالي إلى علاج السوق الذي يحتاج إلى معجزة لشفائه.
التحديات الإقتصادية التي يواجهها العالم لا تزال قائمة من أزمة الديون في أوروبا ،بالإضافة إلى قضية "الجرف المالي" في الولايات المتحدة مع بدأ المستثمرين عد خطواتهم فبل الأعياد. هذا و قد أعلن اليوم وزراء مالية منطقة اليورو في بروكسل منح اليونان دفعة أموال الإنقاذ الخاصة باليونان بعد نجاح عملية شراء إعادة شراء السندات.
تتوجه الأنظار في الأسواق الأوروبية نحو قمة الإتحاد الأوروبي في بروكسل بعد أن وافق وزراء مالية الإتحاد الأوروبي على منح البنك المركزي الأوروبي الدور الإشرافي على المؤسسات المصرفية و المالية في منطقة اليورو.
الأخبار الإيطالية عن إحتمالية تنحي برلسكوني و إفساح المجال لمونتي إذ وافق برلسكوني على دعم مونتي في حال وافق الأخير على خوض الإنتخابات القادمة في أبريل/نيسان القادم، هذا ما دفع العائد على السندات الإيطالية للإنخفاض بوتيرة ملحوظة.
و يشهد السوق حالة من التوتر بعد قرار اللجنة الفدرالية و تحذيرات برنانكي حول زيادة الضغط على واشنطن للوصول إلى إتفاق حول ما بات يعرف "بالجرف المالي"، و بالرجوع إلى الأسواق الأوروبية تراجع المؤشر القياسي الأوروبي STOXX 600 إلى أدنى مستويات منذ 18 شهراً بنسبة 0.28 بالمئة ليتداول عند 379.89 في تمام الساعة 06:21 بتوقيت نيويورك.
هبط مؤشر STOXX 50 يتداول حول 2628.32 منخفضاً بنسبة 0.08%، بينما انخفض مؤشر CAC 40 بنسبة0.07% ليتداول عند 3643.97، و مؤشر DAX يتداول حوالي7587.92 منخفضاً بنسبة 0.36%.