من جيمس بومفريت وفرح ماستر
هونج كونج (رويترز) - اعتذرت كاري لام الرئيسة التنفيذية لهونج كونج للمواطنين يوم الأحد بينما أصر ما يزيد على مليون محتج اتشحوا بالسواد على استقالتها بسبب طريقة تعاملها مع مشروع قانون مقترح لتسليم المتهمين إلى الصين لمحاكمتهم.
وقال منظمون إن قرابة مليوني شخص خرجوا يوم الأحد للمطالبة باستقالة لام فيما أصبح أكبر تحد لعلاقة الصين بالمنطقة التابعة لها منذ سلمتها بريطانيا قبل 22 عاما.
وجاءت مظاهرة يوم الأحد على الرغم من تأجيل لام لأجل غير مسمى مشروع القانون يوم السبت وإن كانت لم تسحبه. ومثل التأجيل تراجعا كبيرا في موقفها مما أثار شكوكا في قدرتها على مواصلة قيادة المدينة.
واعتذرت يوم الأحد عن الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع مشروع القانون الذي كان من المقرر طرحه للنقاش يوم الأربعاء، لكنها لم تدل بمعلومات أخرى بشأن مصيره.
ومضى المنظمون قدما في الاحتجاج للمطالبة بسحب المشروع بالكامل وكذلك للتعبير عن غضبهم حيال طريقة تعامل الشرطة مع مظاهرة مناهضة لها يوم الأربعاء الماضي عندما أصيب أكثر من 70 شخصا برصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع.
وحمل بعض المتظاهرين لافتات تقول "لا تطلقوا الرصاص نحن من أبناء الشعب". وقالت الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرة عند ذروتها بلغ 338 ألفا. وعادة ما يصدر المنظمون والشرطة تقييمات شديدة التباين في المظاهرات الأخيرة بشأن حجم المشاركة.
فقد قدر المنظمون أن مليون شخص شاركوا في احتجاج الأسبوع قبل الماضي في حين قالت الشرطة إنهم 240 ألفا.
وقال متظاهر يدعى فيكتور لي "الاعتذار ليس كافيا".
* أزمة سياسية
تسببت الاحتجاجات في أزمة سياسية في هونج كونج، مما شكل مزيدا من الضغط على إدارة لام وداعميها الرسميين في بكين.
ويقول منتقدو مشروع القانون إنه يهدد حكم القانون في هونج كونج وسمعتها الدولية كمركز للأعمال في آسيا. وبدأ بعض كبار رجال الأعمال في نقل ثرواتهم الشخصية للخارج.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد إن الرئيس دونالد ترامب سيثير قضية حقوق الإنسان في هونج كونج مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع محتمل بينهما على هامش قمة العشرين التي ستنعقد في اليابان هذا الشهر.
وقال بومبيو في مقابلة مع برنامج فوكس نيوز صنداي "أنا متأكد من أن هذا سيكون من بين القضايا التي سيناقشانها".
وكانت رئيسة هونج كونج التنفيذية علقت يوم السبت إلى أجل غير مسمى مشروع القانون وأبدت "أسفها وندمها بشكل عميق".
وقالت صحيفة الشعب اليومية الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعي في مقال للرأي يوم الأحد إن السلطات المركزية تعبر عن "مساندتها الراسخة" للام.
وتأتي الأزمة في وقت صعب بالنسبة لبكين تواجه فيه حربا تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة وتذبذبا في الأداء الاقتصادي وتوترا في بحر الصين الجنوبي.
وضمن الاتفاق الذي أعاد هونج كونج لحكم الصين من بريطانيا استقلال نظامها القضائي قبل 22 عاما وهو ما تعتبره الشركات والدوائر الدبلوماسية نقطة القوة المتبقية لها في ظل تدخلات من بكين.
وحكم هونج كونج مؤسس على مبدأ "دولة واحدة ونظامان" منذ عودتها لسيطرة الصين بما سمح لها بحريات غير متاحة في البر الرئيسي لكن دون أنظمة ديمقراطية مكتملة.
ويتهم كثيرون بكين بالتدخل السافر في شؤون هونج كونج منذ ذلك الحين بما يشمل عرقلة تنفيذ إصلاحات ديمقراطية والتدخل في الانتخابات.
وتفادت لام الرد بشكل مباشر عندما سئلت مرارا يوم السبت عما إذا كانت ستستقيل ودعت الناس إلى "منحنا فرصة أخرى". وقالت لام إنها موظفة حكومية منذ عشرات السنين وما زال أمامها عمل تريد إنجازه.
وأضافت أنها تشعر "بأسف وندم بشكل عميق على القصور الذي شاب عملنا والعوامل المختلفة الأخرى التي أثارت جدالا وخلافات كبيرة في المجتمع".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)