💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

قضية المخطوفين والمختفين قسرا في لبنان بفيلم سينمائي لغسان حلواني

تم النشر 16/06/2019, 17:14
قضية المخطوفين والمختفين قسرا في لبنان بفيلم سينمائي لغسان حلواني

من رنا نجار

بيروت (رويترز) - رغم مرور نحو عقدين على انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية ما تزال قضية المخطوفين والمختفين قسرا عالقة بالأذهان ما دفع المخرج غسان حلواني لإثارتها سينمائيا في فيلمه (طرس.. رحلة الصعود إلى المرئي) الذي عرض بمهرجان (ما بقى إلا نوصل) لأفلام حقوق الإنسان والهجرة.

يقدم حلواني الفيلم معتمدا على السرد والتوثيق بأسلوب غير تقليدي بعيدا عن العاطفة والابتزاز لقضية شائكة ترتبط بالذاكرة الجمعية للبنانيين ولم تُحسم بعد رغم صدور قانون في نوفمبر تشرين الثاني الماضي يُتيح كشف حقائق الإخفاء والخطف ومحاسبة المسؤولين عنهما.

الفيلم الفائز بثماني جوائز في مهرجانات كبرى مثل لوكارنو وقرطاج تكمن أهميته في اشتغال حلواني على أرضية بصرية تجمع بين الوثائقي والتجريبي مع إعلاء شأن القيمة الفنية للعمل.

اختار حلواني لغة شفافة كما رسوماته المتحركة التي تظهر في الفيلم ليخلق من ملف سياسي وإنساني قاس جمالية تحفر في ذاكرة اللبنانيين الجماعية، وحساسية مرهفة تجاه قصص بشر "ما زالوا أحياء على سجلات القيد الرسمية في لبنان" كما يؤكد الفيلم.

يبني حلواني فيلمه على عناصر موجودة وغير موجودة، مرئية وغير مرئية، لها بداية وليس لها نهاية. ينطلق من رسم لصبية وشاب بلا ملامح واضحة كأنهما هنا وليسا هنا، يمشيان ولا يصلان إلى مكان محدد.

ثم يدور حوار بين المخرج ومُصور صحفي نسمع صوتهما فقط على خلفية صورة فوتوغرافية ثابتة وهما يتحدثان عنها لكن الصورة أيضا غير واضحة لأن حلواني أراد أن يجردها من شخص نفهم لاحقا أنه اختُطف ولا يزال مختفٍ، ومن عنصرين تابعين لإحدى ميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية هما أيضا مختفيان وهو "ما يخفي الجريمة" كما يرد على لسان المخرج في المشهد.

وهنا تبدأ الحكاية الرسمية والشائكة لحوالي 17 ألف مفقود ومخطوف في لبنان خلال الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

يعتمد الفيلم في كثير من مواده على دلالات ورموز منها الصورة التي حصرت فيها قضية المفقودين، فبعدما كانوا بشرا يضجون بالحياة ولهم عوالم خاصة وأقارب وعائلات ومنهم من كان مناضلا أو شخصا عاديا قرر الامتناع عن تعاطي السياسة، أصبحوا بقايا صور.

في عملية البحث في "معالم الجريمة" كما يسميها حلواني، يذهب الفيلم إلى مشاهد بطيئة ومتكررة من التنقيب عن مفقودين عُلّقت صورهم في الماضي على جدران قديمة في بيروت، فيختار المخرج أن يحمل ريشة وملقط ويقرر البحث عن صور هؤلاء تحت ملصقات وصور دعائية متراكمة بحكم السنين، جدران متروكة لمئات الصور فوق بعضها، ينزع حلواني أوراقها بهدوء وإتقان واحدة تلو الأخرى كأنه ينقب في طبقات جيولوجية عميقة ليكتشف الحقيقة.

هذه المشاهد تحيل المشاهد إلى المقابر الجماعية التي يتناولها الفيلم والتي اختفت هي أيضا إما بفعل فاعل أو مع تغير معالم المدينة، مثل مقبرة جماعية في مكبّ للنفايات وأخرى بُني عليها ملهى، أو بفعل الزمن.

ويقول حلواني الذي اختُطف والده في عام 1982 وتابع مسار القضية وتشعباتها منذ البداية من دون أن يدخل الفيلم في قصته الشخصية لرويترز "الفيلم جاء نتيجة ضرورة إذ لم أعد قادرا على الصمت وعلى مشاهدة قضية تكبر من دون أن تنتهي، وتُمحى من ذاكرة الناس شيئا فشيئا".

وأضاف "طمس الحقيقة وكذبة السلم الأهلي الذي تعيش فيه بيروت اليوم، كان يؤلمني. الكذبة تأكل يوميا من ذاكرتي التي ترى بيروت تتغير معالمها ويعاد ترتيبها وإعمارها على أنقاض ضحايا ومقابر جماعية وحرب لم تجر فيها مصالحة".

ويشمل مهرجان (ما بقى إلا نوصل) الذي تنظمه مؤسسة هاينريش بل الألمانية المستقلة في بيروت 11 فيلما من دول عربية وأجنبية تتقصى وقائع الهجرة وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم.

(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير سامح الخطيب) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20190616T141401+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.