من باتريشيا زنجرلي
واشنطن (رويترز) - صوت مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس لصالح عرقلة مبيعات بمليارات الدولارات من العتاد العسكري للسعودية والإمارات ودول أخرى، رافضا بذلك قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفادي مراجعة الكونجرس لمثل هذه الصفقات بإعلان حالة طوارئ بشأن إيران.
وكان ترامب قد تعهد بنقض تحرك مجلس الشيوخ للمضي قدما في تلك الصفقات التي تناهز قيمتها 8.1 مليار دولار. وسيحتاج المشرعون إلى 67 صوتا لإبطال الفيتو الرئاسي، وهو أمر يبدو غير مرجح بعد تصويتين أجريا يوم الخميس. وأقر المجلس المشروعين الأول والثاني بواقع 53 مقابل 45 صوتا والثالث الذي يغطي المشاريع العشرين المتبقية بواقع 51 مقابل 45.
وقال مؤيدو مشاريع القرارات الرافضة لقرار ترامب، بقيادة الديمقراطي بوب منينديز والجمهوري لينزي جراهام، إنهم بعثوا برسالة تسمو على الحزبية للسعودية مفادها أن واشنطن مستاءة من انتهاكات حقوق الإنسان، ومنها مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا.
وعبر كثيرون أيضا عن قلق عميق إزاء السعودية والإمارات بشأن الحرب في اليمن، حيث تقاتل الدولتان المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران. وتصف الأمم المتحدة الصراع في اليمن، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص بينهم آلاف المدنيين، بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
* التوتر مع إيران
وقبل ساعات من التصويت أسقطت إيران طائرة عسكرية أمريكية مسيرة، مصعدة المخاوف من صراع عسكري أوسع. وقالت واشنطن إن الحادث "هجوم غير مبرر" في المجال الجوي الدولي بينما قالت طهران إن الطائرة كانت تحلق فوق أراضيها. وقال ترامب لاحقا إن الهجوم خطأ فيما يبدو ارتكبه "جنرال أو شخص" إيراني.
وفي معرض إبداء معارضته لمشاريع القرارات الرافضة لمبيعات الأسلحة للسعودية، أشار زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل إلى التوتر مع إيران. وقال "لا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ من هذا بالنسبة لمجلس الشيوخ كي يبعث بالإشارة الخطأ".
أما جراهام، وهو تقليديا حليف وثيق لترامب، فسلط الضوء على الانقسام غير المعتاد بين البيت الأبيض وبعض الجمهوريين بشأن السعودية في خطاب لافت للنظر أمام المجلس قبل التصويت.
وقال جراهام "لا يمكن أن تكون لديك علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة وتتصرف بطريقة تظهر عدم احترام للكرامة الإنسانية وعدم احترام للمعايير الدولية".
وقال منينديز، وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن مشاريع القوانين عكست أيضا رغبة الكونجرس في الحفاظ على صلاحياته فيما يتعلق بإعلان الحرب ومراجعة صفقات الأسلحة الكبرى للدول الأجنبية. واستخدم ترامب أيضا استراتيجية إعلان الطوارئ للالتفاف على الكونجرس ومحاولة الحصول على تمويل لجدار على الحدود مع المكسيك.
وسخر منينديز من تأكيد الإدارة على أن التهديد الإيراني يمثل حالة طوارئ تبرر مبيعات الأسلحة الكبيرة للغاية لدول ثالثة. وقال "هذا انتزاع للصلاحيات ولا شيء غير ذلك، وله تداعيات دائمة على دور الكونجرس في مبيعات الأسلحة حول العالم".
ومن المتوقع إقرار المشاريع في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قبل أن تصل إلى ترامب.
* مشاريع أكثر متوقعة
وعلى الرغم من تهديد ترامب باستخدام الفيتو، قال أعضاء في الكونجرس إنهم يتوقعون أن يدخل تشريع متعلق بالسعودية حيز التنفيذ هذا العام.
ويعمل المشرعون على تشريع منفصل "لتحميل السعودية مسؤولية" انتهاكات حقوق الإنسان ومقتل خاشقجي.
ومن المقرر أيضا أن تبحث لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في وقت قريب ربما الأسبوع المقبل تشريعا ينتزع قدرة ترامب، أو أي رئيس، على استخدام سلطة الطوارئ لبيع أسلحة لأي دولة باستثناء الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وبعض الشركاء الرئيسيين الآخرين دون مراجعة الكونجرس.
ومن بين العتاد العسكري في الصفقات ذخائر دقيقة التوجيه من إنتاج رايثيون ودعم لطائرات إف-15 المقاتلة التي تصنعها بوينج وصواريخ جافلين المضادة للدبابات، والتي تنتجها رايثيون ولوكهيد مارتن.
ومن المنتجات الأخرى محركات جنرال إلكتريك المستخدمة في طائرات إف-16 المقاتلة التي تشغلها الإمارات، ونظام صمامات للقنابل الدقيقة التوجيه من الوحدة الأمريكية بشركة تاليس الفرنسية.
والشركات الأخرى التي لها منتجات أو خدمات في صفقات الأسلحة بي.إيه.إي سيستمز البريطانية وإيرباص الأوروبية.
وفي لندن، قضت محكمة إنجليزية بأن بريطانيا خالفت القانون بسماحها بمبيعات أسلحة للسعودية ربما تستخدم في حرب اليمن، بعدما قال نشطاء إن هناك أدلة على أن الأسلحة استخدمت في انتهاك لقوانين حقوق الإنسان.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)