💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-رغم الحاجة لتمويل تنمية سيناء.. مصر لن تنضم على الأرجح لخطة كوشنر للسلام

تم النشر 27/06/2019, 18:51
تحليل-رغم الحاجة لتمويل تنمية سيناء.. مصر لن تنضم على الأرجح لخطة كوشنر للسلام

من سامي عابودي ويوسف سابا

القاهرة (رويترز) - ربما تغري حزمة مساعدات أمريكية مقترحة قيمتها تسعة مليارات دولار مصر التي لطالما كانت تريد تمويلا لتطوير شبه جزيرة سيناء المضطربة لكن محللين يقولون إن المخاطر السياسية ستفوق على الأرجح أي منافع مالية محتملة.

وتواجه مصر صعوبة في إقامة مشروعات للبنية التحتية من أجل تنمية سيناء، حيث يحارب الجيش وقوات الأمن متشددين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية.

ورغم أن السلطات تقول إن مئات المتشددين قتلوا أو ألقي القبض عليهم منذ بداية الحملة العام الماضي لكن الوضع الأمني في المحافظة ما زال مضطربا.

ويقول مسؤولون إن خلق وظائف وتطوير البنية التحتية ضروري لمحاربة المتشددين، الذين يستغلون الفقر والبطالة.

لكن تأمين الموارد وجذب الاستثمارات للمنطقة التي يشن فيها المتشددون هجمات متكررة ولا تزال رسميا مغلقة أمام الزائرين، يمثل تحديا كبيرا.

وأجرى مسؤولون مصريون محادثات مع البنك الدولي بشأن إمكانية تمويل التنمية في سيناء.

وقال مساعد للرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي إن خطة تنمية سيناء من المتوقع أن تتكلف 275 مليار جنيه مصري (16.52 مليار دولار) وأن تكتمل بحلول 2022، قائلا إن الخطة مسألة أمن قومي.

وبموجب الخطة الاقتصادية "السلام من أجل الازدهار" التي تتكلف 50 مليار دولار والتي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنر وجرى بحثها في مؤتمر استمر يومين بالبحرين هذا الأسبوع، سيحصل الفلسطينيون على 25 مليار دولار بينما ستحصل مصر والأردن ولبنان على النصف الآخر.

لكن المليارات التسعة المخصصة لمصر مرتبطة بحل سياسي أشمل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود.

ورغم أن الشق السياسي لم يُكشف عنه بعد، إلا أن الفلسطينيين الذين أطلعوا عليه بشكل موجز يقولون إنه لا يفي بمطالبهم بإقامة دولة على كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

ومصر والأردن هما البلدان العربيان اللذان أبرما معاهدات سلام مع إسرائيل. وتبادل السيسي وترامب الإشادات علنا.

وقال ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، إن من غير المرجح أن توافق مصر على مقترح قد يربطها بشكل أوثق بمصير قطاع غزة.

وأضاف "رغم أن تمويل التنمية الاقتصادية لسيناء أمر جذاب لكن يبدو أن الهدف من الخطة هو ربط غزة وسيناء بطريقة رفضتها مصر لأسباب سياسية وأمنية".

*معارضة فلسطينية شديدة

تشمل الخطة سلسلة من مشاريع البنية التحتية التي تهدف إلى تسهيل التجارة بين مصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

ووفقا لمصادر عربية تقضي الخطة بتوسيع قطاع غزة، الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني محاصرين بين إسرائيل ومصر، ليمتد إلى شمال سيناء بحيث تتشكل منطقة يستطيع الفلسطينيون العيش والعمل فيها تحت سيطرة مصرية.

وتقول مصادر أمن مصرية إن هذا يعني خلق منطقة صناعية في سيناء يمكن للعمال الفلسطينيين من غزة العمل والعيش إلى جانب المصريين في سيناء.

وتنظر مصر، التي أقامت علاقة عمل جيدة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم غزة، إلى القطاع الساحلي الضيق باعتباره حيويا لاستقرارها وربما ترحب بأي فرص اقتصادية لسكانه.

لكن في ظل رفض الفلسطينيين الصريح للخطة، سيكون من الصعب رؤية هذه الخطة وقد أصبحت قابلة للتنفيذ.

ورغم الضغط الأمريكي الشديد على مصر للانضمام إلى الخطة، فإن السيسي ووزير خارجيته استبعدا السير ضد رغبة الفلسطينيين، ورفضا بشدة الفكرة، التي أوردتها بعض وسائل الإعلام، بأن القاهرة ربما تتنازل عن أراض في سيناء في إطار الخطة.

وخاضت مصر حروبا على سيناء مع إسرائيل في أعوام 1956 و1967 و1973 ومن ثم فإن أي تلميح يمس سيطرتها على سيناء سيكون مسألة حساسة. وأدى قرار مصر التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للسعودية في 2016 إلى خروج مظاهرات نادرة وتحديات قانونية.

وقال اللواء محمد إبراهيم عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية "الحديث حول ما جاء بخطة كوشنر من أرقام وإحصائيات ومشروعات ودول مستفيدة من الخطة كلها مجرد مقترحات نظرية".

وأضاف "كل ما يتعلق بإقامة مشروعات في سيناء أمر يخضع للسيادة المصرية والقرار المصري وحده ولا يمكن لأحد أن يفرض علينا إقامة مشروعات محددة".

وفي مؤشر أظهر تحفظها، انتظرت مصر حتى اللحظة الأخيرة لتعلن أنها سترسل نائب وزير المالية إلى المؤتمر الذي استمر يومين في البحرين.

وقال فواز جرجس أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد "مصر لا تملك سياسيا رفاهية قبول الخطة المسماة بالسلام من أجل الازدهار في ظل المعارضة والرفض الشديدين من جانب الفلسطينيين وأيضا قطاع كبير من المصريين".

وأضاف "إن فعلت ذلك ربما سيكون الثمن باهظا في الداخل".

ورفض الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق حزمة المساعدات الأمريكية المقترحة على الفلسطينيين والدول العربية أيضا ووصفها بأنها "أشكال من الرشاوى لا تغني ولا تسمن من جوع" مضيفا أنها لن تحقق أي تنمية حقيقية.

وقدر فاروق أن مصر حصلت على نحو 850 مليار دولار في صورة مساعدات واستثمارات ومنح بين عامي 1974 و 2010 وقال إن الحزمة المقترحة على مدى عشر سنوات مجرد قطرة في بحر.

وقال "الأموال التي تشير إليها... لا تكفي إلا لإنشاء بضعة طرق ومبان... هذه المبالغ ليست ذات قيمة".

(شارك في التغطية محمود رضا مراد ومحمد عبد اللاه - إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.