من روبام جين وعبد القادر صديقي
كابول (رويترز) - قال مسؤولون بالحكومة الأفغانية إن مسلحي حركة طالبان قتلوا ما لا يقل عن 26 فردا من ميليشيا موالية للحكومة في شمال البلاد يوم السبت، في حين استعد مفاوضون من الحركة والولايات المتحدة لجولة جديدة من محادثات السلام في قطر.
ومن المقرر أن يبدأ مسؤولون أمريكيون وعناصر من الحركة المتشددة في وقت لاحق يوم السبت جولة سابعة من المحادثات والتي وصفها مسؤول أمريكي بأنها "لحظة نجاح أو فشل" لجهود إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما.
وسيقود المحادثات من الجانب الأمريكي المبعوث الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد الذي عقد الجولات الست السابقة مع طالبان في العاصمة القطرية الدوحة منذ أكتوبر تشرين الأول.
لكن رغم الجهود الرامية لتحقيق السلام، لم يتراجع القتال بين طالبان وقوات الحكومة.
وفي أحدث أعمال العنف الدامية، اقتحم مسلحون في الساعات الأولى من صباح يوم السبت مواقع أمنية تتمركز فيها ميليشيات موالية للحكومة في منطقة نهرين بإقليم بغلان بشمال أفغانستان.
وقال مسؤول بالإقليم إن 26 من أفراد الميليشيا قتلوا. وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع في كابول إن الهجوم إشارة واضحة إلى أن طالبان تريد التفاوض من موقف قوة.
وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنها قتلت 28 من أفراد الميليشيا وأصابت 12.
وهناك نحو 20 ألف جندي أجنبي في أفغانستان معظمهم أمريكيون ضمن بعثة لحلف شمال الأطلسي تقودها الولايات المتحدة لتدريب ومساعدة القوات الأفغانية وتقديم الاستشارات لها. وتنفذ بعض القوات الأمريكية عمليات لمكافحة الإرهاب.
وتركز محادثات السلام على طلب الحركة بانسحاب القوات الأجنبية والطلب الأمريكي بأن تضمن طالبان عدم استخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجمات المتشددين.
وقبل ورود أنباء تجدد العنف، قال مسؤول أمريكي كبير إن الطرفين يأملان في تحقيق تقدم في قطر.
وأضاف المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام "هناك إحساس حقيقي بالنجاح على الجانبين... إنها لحظة نجاح أو فشل".
* مسودة اتفاق
قال قائد كبير من طالبان في قطر طالبا ألا ينشر اسمه إن المحادثات ستكون حاسمة.
وفي زيارة لكابول قبل أيام قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى مسودة اتفاق مع طالبان بشأن ضمانات مكافحة الإرهاب كما عبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام بحلول الأول من سبتمبر أيلول.
وتسيطر طالبان أو تقاتل للسيطرة على نصف أفغانستان، وهي مساحة أكبر من أي وقت مضى منذ أطاحت قوات بقيادة أمريكية بالحركة في أواخر عام 2001.
وأفراد الميليشيات الذين قتلوا يوم السبت جزء من آلاف المقاتلين المحليين الذين تم تجنيدهم ونشرهم للحفاظ على المناطق التي جرى استردادها من المتشددين ليتسنى للجيش تنفيذ عمليات جديدة.
وقالت وزارة الدفاع يوم الجمعة إن حاكما كبيرا من طالبان قتل في ضربة جوية بإقليم لوجار بشرق البلاد، كما قتل قائد للمسلحين في اشتباكات مع القوات الأفغانية في إقليم بلخ في الشمال.
ونفت طالبان هذه التقارير ووصفتها بأنها دعاية حكومية.
(إعداد دعاء محمد العربية - تحرير حسن عمار)