من جون أيرش وباريسا حافظي
باريس/دبي (رويترز) - حثت فرنسا إيران يوم الثلاثاء على العدول سريعا عن أول تحرك كبير لها ينتهك الاتفاق النووي وندد الرئيس دونالد ترامب بتلك الخطوة ووصفها بأنها "لعب بالنار" بينما تحاول قوى عالمية منع حدوث مواجهة بين واشنطن وطهران.
وقالت الصين، أحد الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي في عام 2015 مثل فرنسا، إنها تأسف لهذا التحرك من جانب إيران لكنها حثت جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس وقالت إن سياسة تصعيد الضغط التي تمارسها واشنطن مع إيران هي "السبب الجذري للتوترات الراهنة".
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والتي تراقب برنامج إيران النووي بموجب الاتفاق إعلان طهران أن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد المسموح به والمنصوص عليه في الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن تحرك بلده لا يمثل انتهاكا للاتفاق النووي مشيرا إلى أن إيران تمارس حقها في الرد على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في العام الماضي.
وقد يكون لهذه الخطوة عواقب دبلوماسية بعيدة المدى وتأتي بعد أقل من أسبوعين من إعلان ترامب أنه أصدر أمرا بتنفيذ ضربات جوية ضد إيران ثم تراجع عن ذلك في اللحظات الأخيرة.
ومطلب إيران الرئيسي في المحادثات مع الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق وكشرط مسبق لأي محادثات مع الولايات المتحدة هو السماح لها ببيع النفط بمستويات أبريل نيسان عام 2018 قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.
* تفادي كل الإجراءات الإضافية
تقول إيران إنها ستواصل خرق التزامات الاتفاق النووي شيئا فشيء حتى تصبح قادرة على بيع النفط بالمستويات سالفة الذكر متعللة بأن ذلك هو الحد الأدنى الذي تتوقعه من اتفاق عرض مكاسب اقتصادية مقابل تقييد برنامجها النووي.
وحثت القوى الأوروبية الباقية في الاتفاق النووي والتي تحاول الحفاظ عليه إيران على عدم الإقدام على مزيد من الخطوات التي تنتهكه. لكنها أحجمت عن الإعلان عن بطلان الاتفاق أو فرض عقوبات بدورها على طهران.
وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان يوم الثلاثاء إلى "التزامه بالاحترام الكامل للاتفاق النووي لعام 2015" وطلب من إيران "العدول عن هذه الزيادة دون تأخير وتفادي كل الإجراءات الإضافية التي تجعل التزاماتها النووية في موضع شك".
وأضاف البيان أن ماكرون سيتخذ خطوات في الأيام القادمة لضمان وفاء إيران بالتزاماتها واستمرار استفادتها من المزايا الاقتصادية للاتفاق النووي.
وكتب ظريف على تويتر "نحن لم ننتهك #خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".
وأشار إلى فقرة من الاتفاق تشمل آلية حل النزاعات بين البلدان بشأن الالتزام بالاتفاق.
وردا على سؤال لترامب عما إذا كانت لديه رسالة لإيران، قال "ليس لدي رسالة لإيران، إنهم يعلمون ما يفعلون ويعلمون بماذا يلعبون وأعتقد أنهم يلعبون بالنار لذلك ليس لدي أي رسالة لإيران على الإطلاق".
* "حقا؟"
واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ترامب بالتنمر على طهران بهذا التصريح وقال إن هذه اللهجة تجعل إيران أكثر قوة.
وكتب ظريف تغريدة على موقع تويتر يقول "حقا؟" وذلك ردا على بيان للمتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض ستيفاني جريشام قالت فيه "ليس ثمة شكوك كثيرة أن إيران تنتهك بنود الاتفاق النووي حتى من قبل وجوده".
ويتناقض بشدة اتهام البيت الأبيض لإيران بأنها على الأرجح تنتهك الاتفاق النووي قبل وبعد إبرامه عام 2015 مع شهادة مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل في يناير كانون الثاني أمام لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ عندما قالت "إنهم (الإيرانيون)ملتزمون في الوقت الراهن من الناحية الفنية".
وقال داريل كيمبول المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح إن اتهام البيت الأبيض لإيران غير منطقي.
وأشار إلى أنه في وقت إبرام الاتفاق النووي كانت إيران اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خارطة طريق ترد بموجبها طهران على استفسارات الوكالة بشأن برنامج أبحاث الأسلحة النووية الذي خلصت تقديرات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه انتهى عام 2003.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)