💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

في مواجهة أوامر بهدم بيوتهم.. سوريون يخشون على مصيرهم في لبنان

تم النشر 07/07/2019, 16:09
محدث 07/07/2019, 16:11
في مواجهة أوامر بهدم بيوتهم.. سوريون يخشون على مصيرهم في لبنان

من إلن فرانسيس

عرسال (لبنان) (رويترز) - أصبح بيت ديما الكنج الآن كومة من الأنقاض والقضبان المعدنية الملتوية.

لم يكن البيت سوى كوخ أقيم بالإسمنت قرب الحدود اللبنانية لكنها قضت خمس سنوات وهي تحاول أن تجعله مريحا لأولادها بعد فرارها من الحرب في سوريا.

ثم اضطرت لهدمه بأوامر من الجيش.

قالت ديما وهي تقف في الحجرة التي سويت بالأرض في بلدة عرسال اللبنانية النائية "تقريبا شي خمس سنين قاعدة بها البيت هيدا. خمسة، أنت متل (مثل) ما شايف الوضع، يعني كل سنة نضبط غرض ع غرض حتى نحسن نقعد ببيت، يعني إنه هلق (الآن) ما عاد ظل شيء، ما عاد ظل لا اسمه بيت ولا عاد ظل شيء".

وتقول وكالات الإغاثة إن ديما واحدة من آلاف اللاجئين السوريين الذين شملهم قرار حكومي بهدم الهياكل شبه الدائمة في شرق لبنان.

ومن المحتمل أن يصبح 15 ألف طفل على الأقل بلا مأوى.

ويعمل لبنان على التشدد في تطبيق لوائح العمل والسكن، التي ظل بعضها موضع تجاهل لسنوات، على أكثر من مليون لاجئ سوري يعيشون على أرضه. كما تعالت أصوات الساسة اللبنانيين مطالبين السوريين بالرحيل.

وقالت سبع وكالات عالمية تعمل في مجال الإغاثة إن الجيش هدم 20 بيتا للاجئين يوم الاثنين.

وفي مخيم عرسال المؤقت الذي تعيش فيه ديما ويبلغ عدد المقيمين فيه 450 شخصا، قال لاجئون إن الجيش وصل فجرا ومعه جرافة وهدم بضعة مساكن.

وعاد الجنود بعد يومين لتذكير الناس بضرورة هدم الجدران الإسمنتية والأسقف المعدنية.

وبعدها دفعت ديما (30 عاما) مبلغا من المال لرجال من مخيم قريب لهدم بيتها بالمثقاب إذ فضلت أن تهدمه بنفسها بدلا من الاضطرار لذلك مرغمة.

وانتقلت هي وأبناؤها الأربعة الصغار إلى كوخ جارهم على الناحية الأخرى من الطريق الترابي، حيث يكتظ بهم مع أكثر من عشرة أشخاص آخرين.

وقالت "أنا قاعدة عند جارتي، عندي أربع أولاد وأنا خمسة. ثلاث عيل (عائلات) مع بعضنا، أغراضنا هون فوق منا، ما عندنا مجال لا نستأجر، ولا نطلع، أي شيء بالمرة".

وقال بعض الناس في المخيم إنهم يريدون اتباع اللوائح لكنهم اكتشفوا صعوبة الالتزام بالمواعيد وتدبير الأموال اللازمة للمعدات. كما أن عليهم التخلص من الركام.

ويخشى البعض أنهم لن يتمكنوا من إقامة الخيام المسموح بها من الخشب وألواح البلاستيك التي لا تكاد تحميهم من الشتاء القاسي في عرسال.

وكانت المرة الأولى التي أخطرهم فيها الجيش بالأمر قبل شهرين تقريبا ومنحهم فترات سماح منذ ذلك الوقت. ولم يعلق الجيش على عمليات الهدم لكن مصدرا عسكريا قال إن القوات تنفذ لوائح قانونية.

وقالت ديما "هلق أكيد عندنا خوف من المستقبل. يعني متل ما طلعوا قرار بإزالة المخيم، الله بيعلم إي شو بيطلعوا قرارات، شو بيعلم شو الله".

* "من أول وجديد"

وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أمر الهدم بأنه "واحد من إجراءات كثيرة مؤخرا لزيادة الضغط على اللاجئين السوريين من أجل العودة" لبلادهم.

وقالت المنظمة يوم الجمعة إن من هذه الإجراءات زيادة عدد حالات الاعتقال والترحيل وإغلاق المتاجر وحظر التجول والطرد وغيرها في الأشهر السابقة.

ووصف عدد من المسؤولين اللبنانيين اللاجئين وأغلبهم من السنة بأنهم خطر على لبنان وحذروا من أن الأكواخ الإسمنتية ستؤدي إلى استيطان اللاجئين بصفة دائمة.

وهذه قضية شائكة في بلد يقوم على نظام سياسي طائفي هش توسعت فيه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين غير الرسمية بعد وصولهم للبلاد قبل عشرات السنين.

وطالب وزير الخارجية جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني، برحيل السوريين إلى بلادهم وأصر على عدم انتظار التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب.

وقال الشهر الماضي إن المجالس البلدية يمكن أن تحمل اللاجئين على الرحيل "بتنفيذ القانون وحماية النظام العام".

غير أن نشطاء يتهمون حزبه وساسة آخرين بإثارة العداء تجاه اللاجئين وتحميلهم المسؤولية عن مشاكل لبنان القديمة.

وقال لاجئ سوري يشرف على المخيم نفسه في عرسال واسمه أبو فراس إنه لو كان الأمر بيد اللاجئين لعادوا.

وتقول السلطات اللبنانية إن عشرات الآلاف من اللاجئين عادوا مع هدوء القتال واستعادة دمشق السيطرة على مناطق كثيرة من سوريا. غير أن وكالات الإغاثة تقول إن الكثيرين لديهم مخاوف من العودة لبلدهم، ومن هذه المخاوف الإجراءات الانتقامية والتجنيد في الجيش وفقدان الممتلكات أو تجدد موجات العنف.

وقال أبو فراس الذي يتعين عليه هدم كوخ أسرته أيضا "والله طبعا في خوف، لسه متخوفين يعني... السلطات اللبنانية، شأنها هي، ونحن أضافتنا، وكتر الله خيرها، وما بدها إيانا نظل، هي في أمم وفي دول وفي النظام، تعاونوا سوا، بنرجع، بنرجع، نحن مستعدين، ما إنا هون ناويين لا نستوطن ولا نظل هون".

وأضاف "طبعا الإنسان حتى لو كان مستأجر أو قاعد مجانا، بيصير ها الخيمة أو ها الغرفة قطعة منه، يعني لأن عم بيتعب فيها ويضبطها، هلق مثلا صار لنا خمس أو ست سنين عم بنضبط، فجأة الواحد بيلاقي حاله يرجع من أول وجديد يعني".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.