من بابك دهقان بيشه ووليام شومبرج
جنيف/لندن (رويترز) - قالت إيران يوم السبت إنها احتجزت ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا لأنها كانت طرفا في حادث تصادم، لكن وزير الخارجية البريطاني قال إنه يخشى أن تكون إيران سلكت "طريقا خطيرا"، فيما عبرت قوى أوروبية أخرى عن القلق.
وذكرت وكالة أنباء فارس أن الحرس الثوري الإيراني سيطر على الناقلة ستينا إمبيرو في مضيق هرمز يوم الجمعة بعد تصادمها بقارب صيد إيراني وتجاهلها لنداء الاستغاثة الذي أطلقه.
ونقلت الوكالة عن الله مراد عفيفي بور المدير العام للموانئ والملاحة البحرية بإقليم هرمزجان في جنوب إيران قوله إن الناقلة ستبقى مع طاقمها في ميناء بندر عباس لحين الانتهاء من التحقيق في الحادث.
وانضمت فرنسا وألمانيا إلى بريطانيا في إدانة احتجاز الناقلة.
والدول الثلاث من الموقعين على الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 والذي قوضته واشنطن بانسحابها منه العام الماضي مما دفع العلاقات الهشة أصلا بين إيران والغرب لمزيد من التراجع.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "علمنا بقلق بالغ باحتجاز قوات إيرانية لسفينة بريطانية... ندين الأمر بقوة ونعبر عن تضامننا الكامل مع المملكة المتحدة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن أي تصعيد آخر في التوتر بالمنطقة "سيكون خطيرا للغاية... وسيقوض كل الجهود القائمة لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة الحالية".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه سيتحدث مع بريطانيا بشأن احتجاز الناقلة الذي دفع أسعار النفط للارتفاع فوق 62 دولارا للبرميل، والذي أدانته البحرين، التي تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس، أيضا يوم السبت.
وبموجب الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، وافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية، التي اعتبرها الغرب لوقت طويل غطاء لتطوير قنابل ذرية، مقابل رفع العقوبات. لكن الولايات المتحدة أعادت فرض العقوبات مما أضر بشدة بالاقتصاد الإيراني.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إن رد لندن على احتجاز الناقلة سيكون "مدروسا لكن قويا"، وإن بريطانيا ستضمن سلامة نقلها البحري.
واتهم إيران بالإقدام على الرد بالمثل على احتجاز البحرية البريطانية للناقلة الإيرانية جريس 1 في جبل طارق في الرابع من يوليو تموز للاشتباه في أنها تهرب النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وكتب هنت على تويتر يوم السبت "تحرك الأمس في الخليج يبعث بإشارات مقلقة بأن إيران ربما تختار طريقا خطيرا من سلوك غير قانوني ومزعزع للاستقرار بعد الاحتجاز المشروع لنفط متجه إلى سوريا في جبل طارق".
وكان هنت قد ذكر يوم الجمعة أن التوصل إلى حل سيكون بالطرق الدبلوماسية وأن لندن "لا تبحث خيارات عسكرية". وقالت حكومة بريطانيا إنها نصحت بابتعاد عمليات النقل البحري البريطانية عن منطقة مضيق هرمز لفترة مؤقتة.
وقال الميجر جنرال محسن رضائي، وهو سياسي بارز وقائد كبير بالحرس الثوري الإيراني، على تويتر إن طهران لا تسعى أيضا للحرب "لكننا لن نخفق في الرد بالمثل".
وكتب وزير الخارجية الإيراني على تويتر أيضا أن طهران هي الضامن للأمن في الخليج والمضيق.
وذكر عفيفي بور أنه تم اصطحاب الناقلة إلى ميناء بندر عباس، الواقع على الساحل الجنوبي لإيران وقبالة المضيق.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عنه قوله إن الناقلة لا تحمل أي شحنة، وإنه من الممكن التحدث مع طاقمها المؤلف من 23 فردا، بينهم 18 هنديا، بشأن أمور فنية.
وفي نيودلهي، قالت وزارة الخارجية الهندية إنها تسعى جاهدة إلى إخلاء سبيل مواطنيها من أفراد الطاقم وإعادتهم إلى بلدهم.
* انزلاق إلى الحرب؟
قالت شركة ستينا إمبيرو المشغلة للناقلة يوم الجمعة إن الناقلة كانت "ملتزمة تماما بجميع قواعد الملاحة واللوائح الدولية"، لكنها لن تتمكن من الاتصال بها. ولم يكن لديها المزيد لتدلي به في الصباح الباكر يوم السبت.
وكانت الناقلة متجهة إلى ميناء في السعودية وغيرت مسارها فجأة بعد عبور مضيق هرمز الذي يقع عند مدخل الخليج ويمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية.
ووجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران في سلسلة هجمات على الشحن حول مضيق هرمز منذ منتصف مايو أيار. وترفض طهران الاتهامات.
وقالت واشنطن أيضا إنها أسقطت الأسبوع الماضي طائرة إيرانية مسيرة بالقرب من موقع احتجاز الناقلة ستينا إمبيرو.
ونفت طهران يوم الجمعة التأكيد الأمريكي، ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء يوم السبت عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف، خلال زيارة لفنزويلا، اتهامه لواشنطن بالتسبب في "عدم استقرار وضغوط على أشخاص وتزايد التطرف والإرهاب" على مستوى العالم.
وترسل واشنطن قوات وموارد عسكرية إلى السعودية للمرة الأولى منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وتزداد المخاوف الدولية من انزلاق واشنطن وطهران إلى حرب في الممر المائي الاستراتيجي.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)