من خالد عبد العزيز
الخرطوم (رويترز) - وجه قاض سوداني رسميا للرئيس السابق عمر البشير يوم السبت تهم الفساد وحيازة النقد الأجنبي والتعامل فيه بصورة غير مشروعة.
وقال البشير يوم السبت في أول استجواب له أمام المحكمة إنه تلقى من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أموالا باليورو تعادل 25 مليون دولار وأموالا من مصادر أخرى، لكنه لم يستخدمها في أغراض خاصة.
وقال محامي البشير إن موكله ينكر التهم الموجهة إليه وإن شهود دفاع سيحضرون الجلسة القادمة.
ورفض القاضي طلب الدفاع الإفراج عن البشير بكفالة وقال إنه سيتخذ قراره بشأن مدة احتجازه خلال الجلسة المقبلة في السابع من سبتمبر أيلول. وقال إن الأموال بالنقد الأجنبي التي كانت بحوزة البشير غير مشروعة وتم تحويلها بصورة غير قانونية.
وقال مصدر قضائي وقت اعتقال البشير في أبريل نيسان إن السلطات ضبطت ملايين باليورو والجنيه السوداني في مقر إقامة البشير.
وأطاح الجيش السوداني بالبشير في أبريل نيسان بعد احتجاجات في أنحاء البلاد لشهور. ويُنظر إلى محاكمته على أنها اختبار لمدى قدرة السلطات العسكرية والمدنية التي تتقاسم السلطة الآن على مواجهة إرث حكمه الذي دام 30 عاما.
وقال البشير خلال الجلسة، والتي ارتدى فيها عباءة بيضاء تقليدية ووقف في قفص الاتهام وتحدث ببطء عبر الميكروفون، إن المدير السابق لمكتبه تلقى رسالة من مكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مفادها أن مبلغا من المال قيمته 25 مليون يورو سوف يرسل إليه في طائرة خاصة لسد احتياجات إضافية في الميزانية.
وأضاف البشير "لم يمكن تقديم المبلغ لوزارة المالية أو البنك المركزي لأن ذلك كان يتطلب توضيح مصدر المبلغ والأمير السعودي طلب أن لا يظهر اسمه".
وتابع قائلا "لم أستخدم المبلغ في أغراض خاصة بي ولم أكن أتعامل بشراء أو بيع النقد الأجنبي... استخدمت المبلغ في تبرعات لجهات مختلفة منها السلاح الطبي وجامعة أفريقيا العالمية وقناة طيبة التي تنشر الدعوة الإسلامية في أفريقيا وسلمت جزءا منها للدعم السريع لاستجلاب مواد بترولية".
ولم يحدد البشير تاريخا لتلقي تلك الأموال. ولم تستجب السلطات السعودية بعد لطلب بالتعليق.
وقال البشير إنه تلقى أيضا أكثر من خمسة ملايين جنيه سوداني من مدير شركة للغلال "وكان الغرض تأمين عملات لاستيراد الدقيق".
وتبلغ أقصى عقوبة للاتهامات الموجهة للبشير السجن عشر سنوات تقريبا.
واتهم البشير في مايو أيار أيضا بالتحريض والمشاركة في قتل المتظاهرين. وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قد وجهت إليه من قبل اتهامات بالإبادة الجماعية في منطقة دارفور بالسودان.
وقال محقق من الشرطة للمحكمة هذا الشهر إن البشير اعترف بتلقي ملايين من السعودية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)