💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المناظرات التلفزيونية.. خطوة جديدة للديمقراطية الوليدة في تونس

تم النشر 08/09/2019, 14:29
محدث 08/09/2019, 14:31
المناظرات التلفزيونية.. خطوة جديدة للديمقراطية الوليدة في تونس

من طارق عمارة وانجوس مكدوال

تونس (رويترز) - وقف ثمانية مرشحين لمنصب الرئاسة خلف منصاتهم مساء يوم السبت وكل منهم يرجو أن يتمكن من إبهار الناخبين التونسيين وذلك في أول مناظرة تلفزيونية من نوعها في الديمقراطية الوليدة في البلاد.

ورغم أنه سبق لتونس إجراء انتخابات مرتين منذ الإطاحة بالحكم الدكتاتوري في ثورة 2011 التي فجرت انتفاضات الربيع العربي فلا تزال الديمقراطية في مرحلة تثبيت أقدامها ويمثل توجيه الأسئلة المباشرة بهذه الطريقة لكل المرشحين حدثا جديدا على الشعب.

إلا أن عددا قليلا من رواد مقهى الصفصاف بالعاصمة التونسية كان يتابع الشاشة الكبيرة في ركن المقهى أملا في الاستقرار على المرشح المفضل قبل الانتخابات التي تجري في 15 سبتمبر أيلول الجاري.

وقال مطور البرمجيات محمد مزهود (31 عاما) "لدي قائمة بمرشحين مفضلين وأخرى بمن شطبت أسماؤهم. لكني أتطلع لرؤية كيف يتفاعلون مع الأسئلة، وكيف يواجهون أسئلة لا يعرفونها مسبقاً".

جاء مزهود إلى المقهى مع شقيقه علي (25 عاما) وثلاثة أصدقاء بنية الاستماع لكل واحد من المرشحين في الليلة الأولى من ليالي المناظرات. وستشهد الليلتان الأخريان مشاركة أغلب 18 مرشحا آخر يومي الأحد والاثنين.

ومن المرشحين الذين شاركوا في مناظرة السبت عبد الفتاح مورو أول مرشح رئاسي يقدمه حزب النهضة الإسلامي المعتدل ورئيس الوزراء السابق مهدي جمعة والرئيس السابق المنصف مرزوقي.

وجاء موقع مورو بجوار عبير موسي إحدى المرأتين المشاركتين في السباق الانتخابي وهي من أنصار الرئيس الدكتاتوري السابق زين العابدين بن علي الذي حظرت حكومته حزب النهضة وسجنت الكثيرين من أعضائه.

ومن المرشحين البارزين قطب صناعة الإعلام نبيل القروي المحبوس للاشتباه بارتكابه التهرب الضريبي وغسل الأموال. وينفي القروي تلك الاتهامات ويعزوها إلى خداع سياسي.وقال منظمو المناظرات إنهم سيحتفظون بمنصة شاغرة في الليلة المقرر أن يظهر فيها.

ولا تعد الضجة المثارة حول القبض عليه التحدي الوحيد الذي تواجهه الديمقراطية التونسية خلال الانتخابات. فقد أضعفت مشاكل اقتصادية على مدار سنوات الثقة في الحياة السياسية وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات البلدية العام الماضي 30 في المئة فحسب.

وقضت الحكومة السنوات الثلاث الماضية في محاولة تنفيذ تخفيضات صعبة في الإنفاق لتقليص مستوى الدين العام المرتفع ودعم الأمن بعد هجمات شنها إسلاميون في 2015 ألحقت ضررا كبيرا بقطاع السياحة الحيوي.وارتفع معدل البطالة الآن إلى 15 في المئة على مستوى البلاد من 12 في المئة قبل الثورة وتجاوز في بعض المدن 30 في المئة.

* "الديمقراطية للأغنياء"

في مختلف أنحاء العاصمة التونسية بدا مساء يوم السبت أن أغلب أجهزة التلفزيون في المقاهي مفتوحة على مباراة في كرة القدم بين فرنسا وألبانيا وذلك رغم أن المهتمين بالسياسة ربما اختاروا متابعة وقائع المناظرة في بيوتهم حيث يمكنهم الاستماع بدرجة أوضح لما يقوله المرشحون.

وخارج مقهى النخيل بمنطقة العمران الأعلى، كانت تجلس مجموعات من الرجال يلعبون الورق أو يدخنون.

على طاولة من أربعة أشخاص، قال رضا بن سالم (53 عاماً) إنه فقد أي إيمان بأن الانتخابات ستغير ما يواجهه من صعوبات في حياته.

    وقال "لا تهمني المناظرة ولا أريد مشاهدتها."

وأضاف "لست بحاجة إلى هذه الديمقراطية. الديمقراطية للأغنياء وليس للفقراء مثلنا".

غير أنه أضاف أنه مع اقتراب الانتخابات ستتساهل الشرطة مع الباعة الجائلين من أمثاله ولن تضيق عليهم إلا بعد الانتخابات.

وكانت واقعة إشعال بائع متجول النار في نفسه بعد مصادرة الشرطة لعربته هي التي أطلقت شرارة الثورة.

في مقهى آخر بمنطقة لافيات بقلب العاصمة تونس، حيث كان العشرات من الناس يشاهدون المناظرة على شاشة كبيرة على الرصيف، قال المهندس عبد الستار سعيدان إنه ينوي بالتأكيد للتصويت، لكنه لم يستقر على مرشح بعد.

    وقال "حتى الآن لا يمكنني القول إن هناك مرشحاً بارزاً أو مميزاً. لكن المناقشات تساعدني في الاختيار لأن ذلك يعطيني فكرة عن كيفية تقديم أنفسهم".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.