💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مسيحيون إنجيليون يجنون الكروم في مستوطنات ترجو إسرائيل ضمها إليها

تم النشر 12/09/2019, 21:51
© Reuters. مسيحيون إنجيليون يجنون الكروم في مستوطنات ترجو إسرائيل ضمها إليها

من مايان لوبل وإيلانا رينجلر

شيلو (الضفة الغربية) (رويترز) - حان وقت الحصاد في مزارع الكروم على تلال مستوطنة شيلو في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

لكن من يجمعون الكروم ليسوا بمستوطنين يهود بل مسيحيون إنجيليون.

هؤلاء هم متطوعون من جماعة هايوفال للإنجيليين الأمريكيين المتدينين التي تجلب مسيحيين لمساعدة المزارعين اليهود في المستوطنات التي أقامتها إسرائيل على أراض يسعى الفلسطينيون لبناء دولتهم عليها.

كان الإنجيليون قاعدة تأييد أساسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ انتخابات 2016. كما أن كثيرين منهم من أنصار إسرائيل المتحمسين لها إذ يشعرون برابط ديني يجمع بينهم وبين اليهود والأرض المقدسة.

وللضفة الغربية أهمية خاصة عند الإنجيليين الذي يرون تدخلا ربانيا في عودة اليهود في العصر الحديث إلى وطن مذكور في الكتاب المقدس ويطلقون على الضفة الغربية يهودا والسامرة، وهو الاسم العبري الوارد في العهد القديم.

ويعشق تومي وولر مؤسس جماعة هايوفال اقتباس فقرة من سفر ارميا تقول "سأبنيك بعد، فتُبنين يا عذراء إسرائيل... تغرسين بعد كروما في جبال السامرة".

لكن هذه الأرض أيضا هي لب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وهي نفسها الأرض التي يرى الفلسطينيون فيها دولتهم المستقبلية إلى جانب القدس الشرقية وقطاع غزة، وكلها أراض استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.

وبالنسبة لوولر المولود في ولاية تنيسي، تمثل مساعدة المستوطنين اليهود في زراعة الأرض المشاركة في تحقيق نبوءة. وقال وولر "بصفتي مسيحيا وكشخص يؤمن بالإنجيل، كان من المذهل بالنسبة لي أن أحصل على مكان، إيماني ملموس فيه".

وقال وولر في بستان كرم على مشارف مستوطنة أخرى اسمها هار براخا، وهي مستوطنة يساعد فيها المتطوعون من جماعته المزارعين "نحن نشترك في قاسم مشترك بين المسيحية واليهودية وهذا هو إنجيلنا، كتابنا المقدس".

* الضم

يعتبر أغلب المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية وهو رأي ترفضه إسرائيل.

ويزعم صقور إسرائيل بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الضفة الغربية حيوية لأمن إسرائيل. ويقولون إن التخلي عنها للفلسطينيين سيعرض قطاعات كبيرة من إسرائيل لخطر هجمات المتشددين.

ويقول الفلسطينيون إنه لا يمكن قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار بدونها.

وخلال الاستعداد للانتخابات التي تجريها إسرائيل يوم الثلاثاء المقبل جدد نتنياهو تعهده بضم أجزاء من الضفة الغربية إذا ما فاز.

وقد احتضن الإنجيليون الأمريكيون الذي يتمتعون بنفوذ سياسي كبير هذا الموقف.

وقال مايك إيفانز مؤسس جماعة "أصدقاء متحف صهيون" في القدس وهو من ولاية تكساس "الإنجيليون يعتقدون أن يهودا والسامرة أرض إنجيلية لأنها كذلك".

وأضاف إيفانز العضو في "مبادرة الإيمان" التي أطلقها ترامب "هل نعتقد أن التخلي عن يهودا والسامرة سيجلب السلام؟ محال".

وكان احتمال الضم قد أثار انزعاج الفلسطينيين الذين يخشون من أن نتنياهو سيحظى على الأرجح بدعم ترامب.

وقال عزت قدوس وهو معلم متقاعد من قرية عراق بورين التي تقع في الجهة المقابلة من هار براخا إن الفلسطينيين قلقون من فكرة خسارة أرضهم.

وقال "زي ضم القدس بدهم يضموا الضفة لإسرائيل، هاي المعنى الصريح وشوي بنشوف ترامب اعترف بضم الضفة الغربية".

ويعيش نحو 2.9 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وفقا للتقديرات الفلسطينية الرسمية، كما يعيش أكثر من 400 ألف مستوطن إسرائيلي هناك حسبما أفاد مكتب الإحصاءات الإسرائيلي.

وضغط زعماء إنجيليون على ترامب في بداية فترة حكمه في 2017 من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في 2018.

وقال إيفانز في إشارة إلى الضفة الغربية "إنه ( ترامب) يكافئ الوضوح الأخلاقي، وأعتقد أن الشعب اليهودي يستحق أن يكافأ على الوضوح الأخلاقي بالاعتراف بالمزيد من أراضه".

* "نجم روك"

تضم إدارة ترامب إنجيليين في بعض من أبرز المناصب مثل نائبه مايك بنس ووزير خارجيته مايك بومبيو، الذي قال في مقابلة مع شبكة الإذاعة المسيحية في مارس آذار عندما كان يتحدث عن سياسات ترامب بشأن إسرائيل إنه ينفذ إرادة الرب.

ويعود الدعم الإنجيلي لإسرائيل إلى عقود مضت، ويتمثل في الضغط السياسي وجمع التبرعات وتنظيم رحلات للأراضي المقدسة. لكن البعض يرى أن العلاقات باتت أقوى بكثير في عهد ترامب ونتنياهو.

وقالت حنان عشراوي المسؤولة البارزة في منظمة التحرير الفلسطينية إن القاعدة الإنجيلية "تمارس نفوذا هائلا وغير مسبوق داخل الولايات المتحدة من أجل تحقيق النبوءة، ونتيجة ذلك إطلاق يد إسرائيل في تنفيذ أكثر سياساتها تشددا وتدميرا بحق الشعب الفلسطيني".

وقال دوري جولد رئيس مركز القدس للشؤون العامة إن نتنياهو بدأ يعزز علاقاته مع الإنجيليين خلال أول فترة ولاية له رئيسا للوزراء في التسعينيات من القرن الماضي.

وأضاف جولد "رئيس الوزراء لديه حس عال بالتوجهات في الولايات المتحدة... بنيامين نتنياهو نجم روك في أعين الإنجيليين في أنحاء العالم".

لكن منتقدين يقولون إن نتنياهو أثار نفور الكثير من اليهود الليبراليين الأمريكيين باحتضانه المسيحيين المحافظين. وحتى في المستوطنات الإسرائيلية يتم التعامل مع الإنجيليين في بعض الأحيان بارتياب.

ويخشى بعض الإسرائيليين هناك من أن المسيحيين ربما يكون لديهم أجندة تبشيرية ويريدون حملهم على تغيير عقيدتهم. وقال إيفانز إن مهمته في الحياة هي الدفاع عن الشعب اليهودي.

ويشعر آخرون بالقلق من بعض قراءات الإنجيليين للكتب المقدسة، والتي فيها أن عودة اليهود إلى أرض التوراة أمر حاسم لتحقيق نهاية العالم، حيث لن يتمكن عندها من لا يؤمنون بالمسيح من النجاة.

على الجانب الآخر، يرى بعض المستوطنين أن الإنجيليين يساعدونهم في تنفيذ رؤيتهم هم.

وقال نير لافي، الذي يملك مصنعا للنبيذ في هار براخا، إن مساهمة جماعة هايوفال في عمله أكثر من مجرد مساهمة مالية.

وقال لافي "نحن نشعر بالامتنان". وأضاف "إنها مرحلة مختلفة تماما في رحلتنا نحن- خلاص الشعب اليهودي في أرضه".

© Reuters. مسيحيون إنجيليون يجنون الكروم في مستوطنات ترجو إسرائيل ضمها إليها

(إعداد منير البويطي وليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.