هونج كونج (رويترز) - تدخلت شرطة هونج كونج بالهراوات لفض مشاجرات يوم السبت بين متظاهرين مؤيدين للصين وآخرين نددوا بما يرون أنه تدخل لبكين في شؤون هونج كونج، وذلك في بداية تجمعات من المقرر تنظيمها بعد اضطرابات مستمرة منذ شهور وشابها العنف في كثير من الأحيان.
وفي أحد مراكز التسوق، ردد متظاهرون مؤيدون للصين هتافات من بينها "ادعم الشرطة" و"يا أيتها الصين.. صبي الزيت"، وذلك في تعديل لأحد هتافات المحتجين المناهضين لحكومة هونج كونج حتى يصبح بمعنى "حافظي على قوتك".
وهتفت امرأة في وجه أحد المارة قائلة "هونج كونج هي الصين"، فرد عليها بوابل من الكلام البذيء في واقعة غلب عليها الهجوم اللفظي لا البدني.
لكن العشرات من ممثلي وسائل الإعلام، والمارة سجلوا المشاجرات بهواتفهم المحمولة، وامتدت الاشتباكات في منطقة كولون باي إلى الشوارع. واحتجزت الشرطة عددا من الأشخاص.
وخرج المئات احتجاجا على ما يعتبرونه تدخل الصين في شؤون المستعمرة البريطانية السابقة إلى الشوارع يوم الجمعة ورددوا الأغاني والهتافات في مهرجان منتصف الخريف وذلك في تناقض مع أعمال العنف التي وقعت في الأسابيع الماضية عندما كانت الشرطة ترد باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومدافع المياه.
وتجمعوا أيضا في مراكز التسوق ووقعت مشاجرات من حين لآخر مع مؤيدين للصين.
واحتشد محتجون ضد الحكومة أيضا في منطقة سنترال بوسط هونج كونج، في حين خرج المئات في مسيرة بمنطقة نيو تيريتوريز في شمال غرب المدينة.
وبينما كانت الحشود تردد هتاف "حرروا هونج كونج"، قالت محتجة تدعى ماندي (26 عاما) "نريد مواصلة الخروج لمطالبة الحكومة بالرد على مطالبنا الخمسة حتى لا تعتقد أننا قبلنا بسحب (مشروع قانون التسليم)".
واشتعلت الاحتجاجات بسبب مشروع قانون تسليم المشتبه بهم قبل أن يتم سحبه وبسبب مخاوف من أن بكين تعمل على إضعاف الحريات المدنية، لكن كثيرين من المتظاهرين الشباب غاضبون أيضا من تكاليف المعيشة المرتفعة ونقص فرص العمل.
وسحب مشروع القانون كان واحدا من مطالب المحتجين الرئيسية التي تشمل أيضا الكف عن استخدام كلمة "شغب" لوصف التجمعات، وإطلاق سراح جميع المحتجين المحتجزين، وفتح تحقيق مستقل في سلوك الشرطة الذي يعتبرونه وحشيا، ومنح أبناء هونج كونج الحق في اختيار قادتهم.
وعادت هونج كونج إلى حكم الصين عام 1997 بموجب صيغة "دولة واحدة ونظامان" التي تضمن حريات لا يتمتع بها البر الرئيسي.
وتقول الصين إن هونج كونج شأن داخلي وإنها ملتزمة بترتيب "دولة واحدة ونظامان" وتنفي التدخل في شؤون هونج كونج.
وتحرص بكين على تهدئة الاضطرابات قبل الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في مطلع أكتوبر تشرين الأول. واتهمت الصين القوى الأجنبية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا بإثارة الاضطرابات.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)