من دان وليامز
القدس (رويترز) - يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معركة من أجل البقاء السياسي في انتخابات تشهد منافسة شرسة يوم الثلاثاء قد تنهي هيمنته المستمرة على الساحة السياسية منذ عشر سنوات.
وتشير استطلاعات الرأي الى احتدام المنافسة بين حزب أزرق أبيض الوسطي بزعامة بيني جانتس رئيس أركان الجيش السابق وحزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو لكنها تشير أيضا إلى أن حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف قد يلعب دور صانع الملك في محادثات الائتلاف.
ولدى إدلائه بصوته في القدس قبل العاشرة صباحا بقليل، قال نتنياهو وقد بُح صوته بعد حملة انتخابية استمرت أسابيع "(الانتخابات) متقاربة للغاية. أدعو جميع مواطني إسرائيل إلى الخروج للتصويت".
وصوت جانتس بعد قليل من ذلك في مدينة روش هاعين وتمنى حظا سعيدا للجميع.
ويحظر القانون على الرجلين الدعاية الانتخابية عبر وسائل الإعلام الرئيسية، لذا لجأ الاثنان إلى شبكات التواصل الاجتماعي. فعبر بث حي على تويتر، استنفر نتنياهو قاعدته الانتخابية وحثهم على التصويت له. أما جانتس فقد نشر تسجيلا مصورا لنفسه وهو يتحدث من نافذة سيارته مع امرأة من أنصاره في سيارة أخرى.
وتشير حملات الحزبين الرئيسيين في الانتخابات البرلمانية الثانية في إسرائيل خلال خمسة أشهر إلى خلافات بسيطة بينهما بشأن العديد من القضايا المهمة مثل الصراع الإقليمي في مواجهة إيران والعلاقات مع الفلسطينيين والولايات المتحدة والاقتصاد.
ولن يؤدي انتهاء حقبة نتنياهو على الأرجح إلى تغيير كبير في السياسة بشأن القضايا الخلافية الساخنة في عملية السلام مع الفلسطينيين التي انهارت قبل خمس سنوات.
وأعلن نتنياهو عزمه ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة حيث يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم. لكن حزب أزرق أبيض قال أيضا إنه سيعمل على تقوية الكتل الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية على أن يعتبر غور الأردن "الحدود الأمنية الشرقية" لإسرائيل.
وتمت الدعوة للانتخابات بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف في أعقاب انتخابات أبريل نيسان التي تساوى فيها ليكود مع أزرق أبيض، إذ حصل كل حزب منهما على 35 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست أو البرلمان. وهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها إسرائيل انتخابات مرتين في عام واحد.
ويصور نتنياهو (69 عاما) نفسه على أنه لا يمكن الاستغناء عنه ويشعر بالإحباط من مدى رضا الناس عن فترة ولايته التي تجاوزت أي رئيس وزراء إسرائيلي آخر. فقد شغل المنصب من يونيو حزيران 1996 حتى يوليو تموز 1999 وتولاه مجددا منذ مارس آذار 2009.
* سعيا وراء "كل صوت إضافي"
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) على أن تغلق في العاشرة مساء عندما تنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع لتعطي أول مؤشر عن النتيجة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين يوم الاثنين في المكتب البيضاوي "ستكون شديدة التنافس. ستكون انتخابات متقاربة للغاية".
وحاول كل من نتنياهو وجانتس (60 عاما) تنشيط قواعدهما وجذب الأصوات من الأحزاب الصغيرة.
ويصور نتنياهو جانتس على أنه عديم الخبرة وغير قادر على كسب احترام قادة العالم مثل ترامب. ويتهم جانتس نتنياهو بمحاولة صرف الأنظار عن احتمال توجيه تهم فساد له والتي وصفها رئيس الوزراء بأنها بلا أساس.
وقالت أخصائية اجتماعية تدعى هاجيت كوهين (43 عاما) إنها ستدعم حزب أزرق أبيض وليس حزبها المفضل السابق وهو حزب العمل الذي بات حاليا على هامش الحياة السياسية. وأضافت "لا أريد أن يضيع صوتي هباء. جانتس ربما لا يكون مثاليا لكن فاض الكيل من بيبي (نتنياهو)".
وقال عاموتس آسا إيل الزميل الباحث بمعهد شالوم هارتمان بالقدس "هناك إحساس واضح بالملل. كثير من الإسرائيليين سئموا من الساسة أو يتوقعون استمرار الوضع الحالي".
وأضاف أن نتنياهو "يعرف أنه بحاجة لكل صوت إضافي".
وقال عالون جال (53 عاما) الذي يعمل مديرا في شركة للتكنولوجيا المتطورة "لا يوجد مرشح آخر جدير بتولي رئاسة الوزراء... على الأقل معه (نتنياهو) أعرف مع من أتعامل".
* العلاقات مع واشنطن
وقبل الانتخابات الأخيرة، أعطى ترامب نتنياهو دفعة من خلال اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. لكن هذه المرة، يبدو البيت الأبيض أكثر انشغالا بالتوترات المتعلقة بإيران.
وتعتزم الإدارة الأمريكية أن تكشف قريبا عن خطة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ربما يتبين أنها مجرد حبر على ورق. فقد رفضها الفلسطينيون مسبقا باعتبارها متحيزة لإسرائيل.
وفي غزة ينتظر الفلسطينيون نتائج التصويت.
وقال محمد عبد الحي حسنين الذي يعمل بوابا في خان يونس "الانتخابات تؤثر على أمور كثيرة في حياتنا... ربما يكون هناك تصعيد محدود بعد الانتخابات لكني لا أعتقد بأن هذا سيتمخض عن حرب كاملة".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)