💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الترحيب ينقلب خوفا .. الروهينجا يواجهون موجة عداء في بنجلادش

تم النشر 17/09/2019, 15:32
الترحيب ينقلب خوفا .. الروهينجا يواجهون موجة عداء في بنجلادش

من بوبي مكفيرسون وايه.إس.إم سوزا الدين

كوكس بازار (بنجلادش) (رويترز) - عندما نزح أكثر من 730 ألفا من الروهينجا إلى بنجلادش من ميانمار في 2017 تعاطف الصحفي شريف أزاد أحد مواطني بنجلادش مع محنة تلك الفئة من المسلمين الناجين من حملة شنها جيش بلادهم عليهم ووصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية.

وقال الصحفي المنتمي للركن الجنوبي من بنجلادش الذي أصبح موطنا لأكبر مستوطنة للاجئين في العالم إنه كتب تقارير عما أصاب الروهينجا من صدمات وإرهاق وبذل كل ما بوسعه للمساعدة.

وقال أزاد في مكتبه قرب سوق لا تهدأ فيها الحركة خارج بلدة كوكس بازار "كل الناس فعلوا ذلك".

وأضاف "قدمنا الطعام. وقدمنا الأرض".

والآن وبعد مرور عامين أصبح أزاد يدير حملة تهدف إلى إلزام الروهينجا بعدم الخروج من مخيماتهم والبقاء خلف أسلاك شائكة إلى أن تتيسر إعادتهم إلى ميانمار.

وقال أزاد الذي تضم جماعته الآن ألف عضو وهي واحدة من عدة حركات لها نفس الأهداف "سنواصل حركتنا لحين تحقق عودتهم لبلادهم".

وأغلب المسلمين الروهينجا محرومون من الجنسية في ميانمار ذات الغالبية البوذية حيث يُعتبرون متطفلين ومهاجرين غير شرعيين من جنوب آسيا.

وكان الروهينجا خرجوا من قراهم في ميانمار إلى بنجلادش في السبعينيات ومرة أخرى في التسعينيات هربا مما قالوا إنه اضطهاد على أيدي جيش ميانمار.

غير أن موجة النزوح الأخيرة كانت هي الأكبر.

وتنفي ميانمار الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية وتقول إن قواتها المسلحة نفذت عمليات مشروعة استهدفت متشددين هاجموا قواتها الأمنية.

وفي بنجلادش حدث التدهور في العلاقات بين أصحاب الأرض والوافدين الجدد بسرعة حتى أصبح البعض يخشى الآن وقوع أعمال عنف خطيرة.

وفي مقهى ببلدة تكناف الحدودية قال خضر حسين (60 عاما) العامل في بنجلادش "عشت لأرى ثلاث موجات نزوح وهذه هي الأسوأ ... إذا هاجمونا فكيف سننجو؟ نحن أقلية في أرضنا".

* تدابير

يتهم كثيرون من أبناء بنجلادش الروهينجا بارتكاب جرائم والاستيلاء على الوظائف ودفع الأجور للانخفاض.

فقد أزيلت غابات شديدة الخضرة لإقامة المخيمات وأصبحت شاحنات المساعدات تسد الطريق إلى كوكس بازار أقرب المدن الكبرى. كما أن الرحلة التي تستغرق في العادة ساعة يمكن أن تستغرق الآن أربع ساعات على طرق مليئة بالحفر.

وفي الآونة الأخيرة سد عدة مئات الطرق وحطموا متاجر يرتادها الروهينجا وبعض مكاتب الأمم المتحدة احتجاجا على مقتل أحد القيادات الشابة بالحزب الحاكم في بنجلادش.

وتعرض عدد من الروهينجا المتهمين بالتورط في الجريمة للقتل رميا بالرصاص لاحقا فيما وصفتها الشرطة باشتباكات بأسلحة نارية.

وقال إقبال حسين المسؤول الكبير بشرطة كوكس بازار إن معدلات الجريمة ارتفعت، وإن كان المعدل فيما بين اللاجئين لا يزيد عليه بين مواطني بنجلادش.

وسلم بوجود عداء متنام تجاه اللاجئين.

وأضاف "سيكون من الصعب السيطرة على هذا العدد الكبير. والحكومة تأخذ تدابير لمنع نشوء أي وضع غير متوقع".

وفي مأوى بمخيم من أعواد الخيزران قال أربعة لاجئين طلبوا عدم نشر أسمائهم إنهم فروا من بيوتهم بعد الهجوم الأخير الذي شنه المئات وجمعوا أولادهم وحاجياتهم على عجل في حالة من الذعر شبههوها بهروبهم من ميانمار.

وقال أحد اللاجئين بصوت متهدج "عندما جئنا إلى هناك جئنا للنجاة بحياتنا. لكننا لسنا آمنين هنا. نحن في غاية الخوف".

وقالت بنجلادش إن على كل الروهينجا العودة لبلادهم لكن لم يوافق أحد على ذلك الشهر الماضي في المحاولة الثانية لبدء عملية العودة إلى ميانمار. ويسوق اللاجئون الخوف من العنف والاضطهاد إذا ما عادوا كأسباب لرفض العودة.

* "عناصر فاسدة"

ومع تزايد التوترات شنت الحكومة حملة فقطعت الانترنت عن المخيمات وحاولت مصادرة الهواتف المحمولة استنادا إلى مخاوف أمنية.

وتمنع السلطات بيع بطاقات الهواتف المحمولة للاجئين.

واتهم حسين توفيق إمام مستشار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة "قوى خارجية" بتعبئة الروهينجا للإضرار بمصالح بنجلادش. ووصف دور وكالات الإغاثة الدولية بأنه "غامض".

وقال "أصبح من الواضح أن ثمة أفرادا غير مرغوب فيهم وعناصر فاسدة بين الروهينجا. وقد استغلتهم قوى خارجية ... يجب إحاطة المخيمات بالأسلاك الشائكة لوقف كل ... الأنشطة الإجرامية".

وقالت كارولين جلوك المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في رسالة بالبريد الإلكتروني إن المفوضية "ستوصي بتبني تدابير أمنية لا تؤثر على قدرة اللاجئين على الاستفادة من الخدمات الأساسية وعلى حقوقهم وعيشهم في أمان".

وأضافت معلقة على القيود المفروضة على الاتصالات "التكنولوجيا وسيلة مهمة لتواصل اللاجئين مع ذويهم وأصدقائهم والوكالات الإنسانية لنقل المعلومات والحصول عليها".

غير أن التكنولوجيا استخدمت أيضا في إثارة الخوف والارتياب.

فقد ظهرت على فيسبوك وفي الصحف سلسلة من الشائعات عن الروهينجا ووكالات الإغاثة الدولية.

وفي أغسطس آب نشر أزاد صورة على فيسبوك لكومة من الأدوات الحادة واتهم جماعة غير حكومية باستئجار الورشة التي صنعتها لتسليح اللاجئين. وأعاد آخرون نشر هذه الصورة مئات المرات.

غير أن عاملين في الورشة قالوا لرويترز إن هذه الأدوات ليست أسلحة وقالت جمعية أهلية من بنجلادش وجهت إليها اتهامات في هذا الشأن إن الأدوات مخصصة للمزارعين لاستخدامها في إزالة الأعشاب.

وقال أحد أفراد الروهينجا لرويترز "هم يملكون القلم ويملكون السلاح ولديهم بلد. أما أنا فلا أملك شيئا".

وأضاف "نسألكم الدعاء لنا".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.