من أحمد سلطان وعبد القادر صديقي
جلال اباد/كابول (رويترز) - قال مسؤولان إن انتحاريا ومسلحين أصابوا تسعة أشخاص على الأقل، بينهم طفل وامرأة، بجراح في هجوم على مبنى حكومي في شرق أفغانستان يوم الأربعاء.
وأضاف المسؤولان أن المهاجمين فجروا قنابل قبل أن يقتحم مسلحون المبنى. والمكتب عبارة عن مركز توزيع بطاقات هوية إلكترونية في مدينة جلال اباد. ويحتاج الناخبون بطاقات الهوية تلك من أجل التصويت في انتخابات الرئاسة المقررة في غضون عشرة أيام.
وقال سهراب قادري، العضو في المجلس المحلي في إقليم ننكرهار، "طوقت قوات الأمن الأفغانية المبنى وتشتبك مع المهاجمين في محاولة لصد الهجوم" مضيفا أنه يُخشى سقوط مزيد من الضحايا من القوات والمواطنين الآخرين العالقين في المبنى.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
ووضعت معظم أفغانستان في حالة تأهب مع بدء العد التنازلي للانتخابات، وهي رابع انتخابات رئاسية تنظم فيها منذ أسقطت قوات بقيادة الولايات المتحدة حكم حركة طالبان عام 2001. وتعهد قادة الحركة بتعطيل الانتخابات لا سيما وأنها تأتي في أعقاب انهيار محادثات السلام بينهم وبين الولايات المتحدة.
ويُقدر عدد الناخبين المسجلين بنحو 9.6 مليون ناخب، نحو ثلثهم من النساء، ومن المتوقع ألا يفتح مركز تقريبا بين كل 12 مركز اقتراع أبوابه أمام الناخبين بسبب التهديدات الأمنية.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء طالبت حركة طالبان المعلمين والطلبة وغيرهم من العاملين في قطاع التعليم بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة محذرة من أنهم، إن شاركوا، سيواجهون الموت في هجمات على مراكز انتخابية.
وقال بيان لطالبان "لا تسمحوا لمنظمي الانتخابات بتحويل مدارسكم ومؤسساتكم إلى مراكز انتخابية وعلى المعلمين والطلبة ألا يعملوا كموظفي انتخابات".
وأضاف "لا نريد أن نتسبب في خسائر في الأرواح أو خسائر مادية للمدنيين والمعلمين والطلبة".
وتشكل المدارس والجامعات سبعة أو ثمانية من كل عشرة مراكز تصويت في أنحاء البلاد. وقال عبد العزيز إبراهيمي المتحدث باسم مفوضية الانتخابات في أفغانستان إنه لا يتم تعيين أي طلبة أو معلمين أو مسؤولين بالتعليم كموظفي انتخابات لكن يمكنهم التطوع.
وأضاف "نحن ملتزمون بإجراء الانتخابات في الموعد المعلن ولا يمكن لمثل هذه التهديدات من طالبان أن تردعنا".
وقالت نورية نزهت المتحدثة باسم وزارة التعليم إنهم لا يرغبون في أن تُستخدم المدارس ومراكز التعليم الأخرى كمراكز اقتراع لكنهم يُجبرون على ذلك على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمدارس في الانتخابات البرلمانية العام الماضي.
وطالب مانحون دوليون والأمم المتحدة الوزارة بالمساعدة في الانتخابات الرئاسية نظرا لبنيتها التحتية المتطورة نسبيا.
وقتل مهاجمون من حركة طالبان يوم الثلاثاء زهاء 50 شخصا في تفجيرين انتحاريين منفصلين، استهدف أحدهما تجمعا انتخابيا للرئيس الحالي أشرف غني الذي يسعى لولاية ثانية مدتها خمس سنوات.
وانهارت محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان الأسبوع الماضي. وكان الجانبان يسعيان لإبرام اتفاق يقضي بسحب آلاف الجنود الأمريكيين من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية من الحركة المسلحة.
وكان من المفترض أن تكون المحادثات، التي لم تشارك فيها الحكومة الأفغانية، تمهيدا لمفاوضات سلام أوسع نطاقا لإنهاء الحرب في أفغانستان.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)