من جيسي بانج ودوني كواك
هونج كونج (رويترز) - أطلقت شرطة هونج كونج الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على محتجين كانوا يقذفون بقنابل حارقة وأصيب شاب من المتظاهرين برصاصة حية، في الوقت الذي يحتفل فيه زعماء الصين بذكرى مرور 70 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وامتدت الاشتباكات وهجمات الكر والفر من حي كوزواي باي الراقي إلى منطقة أدميرالتي التي تضم مكاتب الأجهزة الحكومية بالجزيرة. وتصاعد العنف كذلك في ميناء كاولون وما وراءه حتى منطقة الأراضي الجديدة في أوسع اضطرابات تشهدها الجزيرة منذ نحو أربعة أشهر.
وقالت الشرطة في بيان إن شابا عمره 18 عاما أصيب في الكتف برصاصة حية بمنطقة تسوين وان. ولم تذكر تفاصيل أخرى.
وانتشر تسجيل مصور يظهر فيه ضابط شرطة وهو يطلق النار على محتج من مسافة قريبة، لكن لم يتسن التحقق من صحة التسجيل.
وقالت الشرطة إن 31 شخصا أصيبوا في أنحاء المدينة يوم الثلاثاء منهم اثنان في حالة خطيرة. ولم تدل بمزيد من التفاصيل.
وأدخلت اشتباكات الشوارع والاحتجاجات التي تفجرت منذ أربعة أشهر المستعمرة البريطانية السابقة في أكبر أزمة سياسية منذ عقود وتمثل أخطر تحد شعبي للرئيس الصيني شي جين بينغ منذ تولى السلطة.
وكان المحتجون قد تعهدوا بانتهاز فرصة احتفال الصين بعيدها الوطني لإبراز مطالبهم بالحصول على قدر أكبر من الديمقراطية على الساحة الدولية واقتناص مناسبة تراها بكين فرصة لإظهار تقدمها الاقتصادي والعسكري.
وقالت متظاهرة عمرها 42 عاما قرب كوزواي باي "لست شابة، لكن إذا لم نخرج للتظاهر الآن فلن تتاح لنا فرصة التعبير عن أنفسنا مرة أخرى. هذا كل ما في الأمر".
وأطلقت الشرطة مدافع المياه وعبوات الغاز لتفريق المحتجين الذين كانوا يقذفون قنابل حارقة أمام مكاتب الحكومة المركزية في منطقة أدميرالتي وأمرت بإخلاء مبنى المجلس التشريعي القريب.
وألقيت أيضا قنابل حارقة على محطات مترو في منطقتي كوزواي باي وأدميرالتي. وتقرر إغلاق العديد من المحطات لمنع المتظاهرين من الانتقال في أرجاء المدينة.
وقالت الشرطة إن "مثيري الشغب" استخدموا سوائل مسببة للتآكل في منطقة توين مون غربي الأراضي الجديدة "مما تسبب في إصابة عدد من أفراد الشرطة والصحفيين". ولم يتسن على الفور الحصول على مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق سار آلاف المحتجين المتشحين بالسواد من كوزواي باي إلى مقار الحكومة في أدميرالتي في تحد لحظر فرضته الحكومة على التجمهر.
وتشهد هونج كونج حالة من التوتر منذ أسابيع وتتحول الاحتجاجات عادة إلى العنف في حين تسعى السلطات لتجنب أن يفسد النشطاء احتفالات الصين بذكرى تأسيس الحكم الشيوعي في وقت تواجه فيه الحكومة المركزية بالفعل صعوبات بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد.
وبدأ يوم الثلاثاء بقيام مئات من المسؤولين وأعضاء النخبة الموالية لمؤسسة الحكم في هونج كونج بمراسم رفع العلم وحفلات استقبال في مركز المؤتمرات والمعارض. وأغلقت الشرطة الشوارع المؤدية إلى المركز.
وقال ماتيو تشونغ القائم بأعمال رئيسة هونج كونج التنفيذية إن المدينة استفادت من دعم الصين بموجب سياسة (بلد واحد ونظامان) مشيرا إلى ضمانات بالحفاظ على الحريات السياسية بعد أن سلمت بريطانيا الجزيرة لحكم الصين عام 1997.
لكنه قال إن تصاعد أعمال العنف يعطل إقرار النظام العام ويضر بالاقتصاد.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)