من جيمس بومفريت وجيسي بانج
هونج كونج (رويترز) - حذر جنود صينيون في هونج كونج المحتجين يوم الأحد من الاعتقال بسبب تسليط أضواء الليزر على ثكنتهم بالمدينة، في أول احتكاك مباشر بين المحتجين والجيش الصيني خلال المظاهرات المناهضة للحكومة والمستمرة منذ أربعة أشهر.
وحذرت حامية جيش التحرير الشعبي الصيني في منطقة كولون حشدا يضم بضع مئات من المحتجين من أنهم قد يتعرضون للاعتقال لاستهدافهم جنودها وجدران ثكنتها بأضواء الليزر.
وصاح ضابط عبر مكبر للصوت متحدثا بلغة كانتونية ركيكة، وهي اللغة الرئيسية في هونج كونج، "تحملوا عواقب أفعالكم".
جاءت المواجهة مع الجيش الصيني بعد انتهاء مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين في وقت سابق يوم الاحد باشتباكات عنيفة اندلعت في عدة مناطق. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وهاجمت الحشود بالهراوات، بينما رشقها بعض المتظاهرين بالحجارة والقنابل الحارقة مع حلول الليل.
وغطى المحتجون وجوههم في تحد لقوانين الطوارئ التي تعود لفترة الاستعمار والتي فرضتها سلطات المدينة يوم الجمعة وتحظر ارتداء الأقنعة. ويواجه المحتجون عقوبة أقصاها السجن عاما لمخالفة هذا الحظر.
ونفذت الشرطة أولى حملات الاعتقال بموجب القوانين الجديدة واحتجزت عشرات الأشخاص.
وقال لي، وهو طالب جامعي ارتدى قناعا أزرق، يوم الأحد أثناء مشاركته في مسيرة "قانون حظر الأقنعة يؤجج غضبنا فحسب وسينزل المزيد من الناس إلى الشوارع".
وأضاف "لسنا خائفين من القانون الجديد وسنواصل النضال. سنناضل في سبيل الحق. أضع القناع لأقول للحكومة إنني لست خائفا من الطغيان".
ورفع جنود صينيون يقفون على سطح ثكنة أوزبورن في منطقة كولون تونج لافتة كتب عليها بالإنجليزية والصينية "تحذير. أنتم تنتهكون القانون. قد تواجهون ملاحقة قضائية".
وسلط الجنود الذين يرتدون ملابس عسكرية أيضا أضواء كشافات على المحتجين واستخدموا نظارات مكبرة وكاميرات لمراقبتهم. وتم تفريق المحتجين في نهاية المطاف.
وكانت بكين قد أرسلت آلاف القوات عبر الحدود إلى هونج كونج في أغسطس آب في عملية وصفتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) حينها بأنها تناوب روتيني.
لكن قوات الجيش الصيني ظلت داخل ثكنتها منذ بداية المظاهرات، وتركت التعامل مع الاحتجاجات الحاشدة والعنيفة أحيانا لشرطة هونج كونج.
* مزيد من العنف
تأهبت السلطات لاحتجاجين رئيسيين يوم الأحد خشية تكرار الاحتجاجات العنيفة التي خرجت يوم الجمعة والتي أدت فعليا إلى إصابة الحياة في المركز المالي الآسيوي بالشلل في اليوم التالي.
فبعد ساعات من قرار الرئيسة التنفيذية للمدينة كاري لام تفعيل سلطات الطوارئ التي لم تستخدم منذ أكثر من 50 عاما، تظاهر محتجون ملثمون في الشوارع يوم الجمعة وأضرموا النار في محطات لقطارات الأنفاق وألحقوا أضرارا بفروع لبنوك صينية واشتبكوا مع الشرطة.
وظلت المظاهرات التي خرجت يوم الأحد في جزيرة هونج كونج وفي كولون سلمية إلى حد بعيد حتى تحركت الشرطة لتفريق الحشود، قائلة إنهم يشاركون في تجمعات غير قانونية ويغلقون طرقا رئيسية.
ودفعت احتجاجات هونج كونج المستمرة منذ أربعة أشهر بالمدينة الخاضعة لحكم الصين صوب أسوأ أزماتها السياسية في عقود وتمثل أقوى تحد أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ توليه السلطة قبل ست سنوات.
وردد المحتجون يوم الأحد هتافات مثل "ثوروا يا مواطني هونج كونج" و"حاربوا في سبيل الحرية، ساندوا هونج كونج".
ووزع محتجون أقنعة لتشجيع الناس على تحدي الحظر. ومع مضي ساعات النهار بدأ المحتجون في استهداف محطات قطارات الأنفاق والبنوك الصينية، تماما مثلما فعلوا يوم الجمعة مما أدى لتوقف لم يسبق له مثيل لحركة هذه القطارات بالمدينة.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)