من إلن فرنسيس
بيروت (رويترز) - قال مسؤول كردي سوري يوم الثلاثاء إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ربما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو لملء أي فراغ أمني إذا ما انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من منطقة الحدود مع تركيا.
وتعكس تصريحات بدران جيا كرد، المسؤول بقوات سوريا الديمقراطية، لرويترز المأزق الذي تواجهه القوات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا في أعقاب الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية التي كانت تحمي المنطقة فعليا من الهجوم التركي.
وسحبت الولايات المتحدة 50 فردا في قواتها الخاصة من قطاع من الحدود التركية يوم الاثنين، فاتحة بذلك الطريق أمام تركيا للقيام بعملية تهدد منذ فترة طويلة بتنفيذها ضد القوات التي يقودها أكراد سوريا، والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.
ووصفت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد القرار الأمريكي بأنه "طعن بالظهر". وقوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، جزء كبير من حملة تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال جيا كرد لرويترز "إذا أفرغت أمريكا المنطقة وخاصة المنطقة الحدودية فطبعا نحن كإدارة ذاتية وكقوات سوريا الديمقراطية مجبرين على دراسة كافة الخيارات المتاحة".
وأضاف "ممكن وقتها نتناقش مع دمشق والجانب الروسي لسد الفراغ وصد الهجوم التركي فهذا الأمر يمكن أن يتطور أو يحصل لقاءات أو تواصل في حال حصل فراغ في المنطقة من قبل التحالف الدولي وفي حال أصرت الدولة التركية على استغلال الفراغ للهجوم".
وقالت تركيا يوم الثلاثاء إنها أتمت الاستعدادات لعملية عسكرية في الشمال الشرقي. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية لصلاتها بالمسلحين الأكراد الذين يشنون تمردا منذ فترة طويلة في تركيا.
ووجدت الإدارة التي يقودها الأكراد نفسها في موقف مشابه أواخر 2018 عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا. وأجرت قوات سوريا الديمقراطية محادثات في دمشق لكنها انهارت دون إحراز تقدم.
وعلى الرغم من العداء بين أكراد سوريا ودمشق، نتيجة لاضطهاد الأكراد على نحو ممنهج لسنوات تحت ظل الإدارة البعثية، فإن الجماعات الكردية السورية المهيمنة نادرا ما قاتلت الحكومة السورية خلال الحرب.
وفي حين قاتلت المعارضة السورية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، تقول وحدات حماية الشعب الكردية إن أولويتها هي الحفاظ على حكمها الذاتي في إطار الدولة السورية.
لكن دمشق ترفض السماح للأكراد بمستوى الحكم الذاتي الذي ينشدون. وهددت الحكومة هذا العام القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة بإلحاق هزيمة عسكرية بها ما لم توافق على العودة إلى سلطة الدولة.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)