من ستيفاني نيبهاي
جنيف (رويترز) - قال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز يوم الأربعاء إنه يتعين على الدول استعادة مواطنيها المحتجزين في مخيمات بشمال شرق سوريا مع بدء قوات تركية عملية عسكرية في المنطقة.
وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن نحو 100 ألف شخص، من المقاتلين المهزومين بتنظيم الدولة الإسلامية وأُسرهم، رهن الاحتجاز في مخيمات ومنشآت محيطة بالمنطقة بينهم 68 ألفا في مخيم الهول.
وهؤلاء مقاتلون تم أسرهم من تنظيم الدولة الإسلامية، سوريون وعراقيون ومن عشرات الدول الأخرى، إضافة لزوجاتهم وأطفالهم وتحتجزهم قوات كردية سورية منذ أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، على آخر جيب للتنظيم المتشدد. وزهاء ثلثي المحتجزين أطفال.
وقال كاربوني عشية اليوم العالمي للصحة النفسية "آباؤهم إما قتلوا أو أصيبوا وهم اليوم في مكان لا يصلح حقيقة للأطفال. لذلك يمكنكم تصور الصدمة التي عانى منها هؤلاء الأطفال وما زالوا يعانون".
ولم تبد دول تذكر رغبة في استعادة مواطنيها، الذين قد تصعب محاكمتهم. وأثارت القضية نقاشا محتدما في هذه الدول حيث لا يكاد يبدو تعاطف للناس مع أُسر المقاتلين المتشددين.
وقال كاربوني مشيرا إلى مخيم الهول "من الواضح أن هذا مبعث قلق كبير، هذا التصعيد المحتمل للعنف في شمال شرق سوريا، لأن هذا المخيم يقع في بيئة هشة للغاية وحالة سكانه أيضا هشة".
وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد إن طائرات تركية قصفت شمال شرق سوريا مما تسبب في "ذعر هائل بين الناس" يوم الأربعاء. وتخشى القوى العالمية أن يبدأ هذا التوغل فصلا جديدا في الحرب السورية ويفاقم الاضطرابات في المنطقة.
وقال كاربوني "الوضع القائم" ليس خيارا مطروحا بالنسبة لمئة ألف شخص.
وأضاف واصفا الوضع بأنه معقد "رسالتنا لكل الدول التي لها رعايا في هذه المخيمات هي أن تتحمل المسؤولية وأن تتحلى بالشجاعة. لأننا ندرك أن ذلك يمثل تحديا سياسيا وأمنيا كبيرا".
وتابع "لكني ما زلت أعتقد أنك إذا نظرت لجميع سكان هذا المخيم تجد أن الوضع بالنسبة لمواطني دول الغرب هو الأسهل حله على الأرجح".
ويجادل الصليب الأحمر بأن الدول عليها أن "تتحمل المسؤولية" باستعادة مواطنيها وأطفالهم لاعتبارات إنسانية وفي ظل أطرها القانونية وبحث كل حالة على حدة.
وأضاف كاربوني أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدم مساعدات منقذة للحياة لسكان مخيم الهول وتسهم في إدارة مستشفى ميداني يعمل على مدار الساعة هناك.
وقال إن وكالات الإغاثة يجب أن تتمكن من مواصلة تقديم إمدادات للمدنيين بما في ذلك في مدن الحسكة والرقة ودير الزور.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير)