من كريستوفر بينج ورفائيل ساتر
(رويترز) - ذكر بحث أجرته منظمة العفو الدولية أن متسللين استهدفوا اثنين من النشطاء الحقوقيين بالمغرب باستخدام برمجيات تجسس حاسوبية متقدمة خلال حملة قمع حكومية لاحتجاجات خلال السنوات الأخيرة.
وأظهر البحث، الذي نشرته المنظمة البريطانية غير الربحية المعنية بحقوق الإنسان يوم الأربعاء، كيف تعرض ناشطان مغربيان بارزان للاستهداف مرارا منذ عام 2017 على الأقل عبر رسائل نصية مليئة بالبرمجيات الخبيثة ومن خلال تقنية اختراق إلكترونية يمكنها سرا زرع برمجيات خبيثة بالهواتف المحمولة.
وتوضح نتائج البحث كيف أن بمقدور حكومات وجماعات أخرى في أنحاء العالم شراء وسائل وخبرات اختراق متقدمة من جهات بالخارج للتجسس على الناشطين والصحفيين والمنافسين السياسيين.
وأبلغ كلاوديو جوارنيري الباحث في الشؤون الأمنية بمنظمة العفو الدولية رويترز بأن الناشطين الحقوقيين المغربيين المستهدفين وهما المعطي منجب وعبد الصادق البوشتاوي تعرضا للاختراق بمساعدة وسائل طورتها شركة برمجيات إسرائيلية تسمى (إن.إس.أو جروب).
وقال جوارنيري إنه يشتبه في أن المتسللين عملوا لصالح الحكومة المغربية، رغم عدم العثور على دليل تقني قاطع.
وأضاف "تؤمن منظمة العفو الدولية بأن هذه الهجمات غير قانونية وتمثل انتهاكا لحقوق (الناشطين)...هناك صلة مؤكدة تفيد بوقوف السلطات المغربية وراء هذه الهجمات".
وفي مقابلتين عبر الهاتف مع رويترز، قال منجب والبوشتاوي إنهما يعتقدان أيضا أن الحكومة مسؤولة عن الهجمات.
ولم يتسن بعد الحصول على رد على رسائل للتعقيب وجهت إلى وزارة الشؤون الخارجية المغربية في الرباط والسفارة المغربية في واشنطن. وقالت شركة إن.إس.أو إنها تحقق في هذه المزاعم.
وقال منجب إنه يعتقد أنه جرى التجسس عليه لمشاركته في حركة مؤيدة للديمقراطية في المغرب. ومنجب هو الشريك المؤسس لمنظمة (الحرية الآن) المؤيدة لحرية الصحافة في المغرب.
ويظهر البحث الذي أجرته منظمة العفو الدولية كيف أن منتجا واحدا لشركة إن.إس.أو يسمى بيجاسوس استخدم رسائل نصية مليئة بالبرمجيات الخبيثة التي استهدفت منجب والبوشتاوي لجمع بيانات مخزنة بهواتفهما.
وقال البوشتاوي "أعلم أنه كانت تتم مراقبتي من جانب المخابرات الرسمية ولكن لم أعرف كيف (من قبل)".
وأرسلت الرسائل النصية المليئة بالبرامج الخبيثة والتي أطلعت عليها منظمة العفو الدولية خلال الفترة بين عامي 2017 و2018.
وقال جون سكوت-رايلتون الباحث البارز بمنظمة سيتيزن لاب، وهي منظمة مجتمع مدني رقمية، "لا يمكنك التعويل على شركات مثل إن.إس.أو لكشف كيف يتم استخدام منتجاتها في القمع والتجسس ولهذا السبب فإن الأبحاث التقنية مثل البحث الأحدث لمنظمة العفو الدولية حاسمة للجدل ... نحن واثقون بأنها كانت شركة إن.إس.أو بالتأكيد".
وكشفت منظمة العفو الدولية عن أن هاتف الآيفون الخاص بمنجب تعرض للاختراق مجددا عام 2019 عبر سلسلة من "هجمات الاختراق الشبكي".
ويظهر البحث أنه عندما حاول منجب تصفح نسخة باللغة الفرنسية لخدمة بريد ياهو في المغرب أعيد توجيهه إلى صفحة مريبة.
ولم يتضح ما إذا كان قد جرى تحميل برمجيات خبيثة عبر تلك الصفحة. ويوضح بحث المنظمة أن هذا النوع من الهجوم يستلزم "وصولا ميسرا لاتصال شبكة الهدف" حتى يتسنى اختراق حركة الإنترنت.
ويقول خبراء أمنيون إن هذا النوع من تقنيات الاختراق هو الأكثر شيوعا في البلدان التي تسيطر فيها الحكومات على قطاع الاتصالات المحلية.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير سها جادو)