من ميكشيل نيكولز
نيويورك (رويترز) - حذرت الولايات المتحدة الحكومة التركية عقب اجتماع بالأمم المتحدة يوم الخميس من أنها ستواجه "عواقب" إن تجاهلت حماية السكان أو أخفقت في احتواء متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في هجومها على الفصائل الكردية بشمال شرق سوريا.
لكن السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة كيلي كرافت لم تحدد طبيعة تلك العواقب في تصريحات عقب اجتماع مغلق بمجلس الأمن بشأن سوريا.
وقصفت تركيا فصائل كردية مسلحة متحالفة مع الولايات المتحدة لليوم الثاني يوم الخميس مما أسفر عن مقتل عشرات وفرار عشرات الآلاف.
وقالت كرافت للصحفيين "ستكون هناك عواقب للتقاعس عن الالتزام بقواعد حماية المدنيين الضعفاء والتقاعس عن ضمان عدم استغلال داعش لهذه الأفعال للعودة".
واجتمع المجلس المؤلف من 15 دولة بناء على طلب خمسة بلدان أوروبية هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.
ودعت الدول الأوروبية في بيان مشترك تركيا إلى وقف العملية العسكرية.
وأضافت في بيان تلاه على الصحفيين يورجن شولتز نائب السفير الألماني بالأمم المتحدة "سيقوض تجدد القتال في شمال شرق سوريا استقرار المنطقة برمتها، وسيفاقم المعاناة المدنية، وسيدفع للمزيد من عمليات النزوح".
يأتي الهجوم بعد أيام من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة في تحول مفاجئ في السياسة عقب اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية، وهي المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، جماعة إرهابية مرتبطة بمتمردين أكراد يشنون حربا في تركيا منذ سنوات.
وأبلغت تركيا مجلس الأمن في رسالة يوم الأربعاء أن عمليتها العسكرية في شمال سوريا ستكون "متناسبة ومدروسة وتتسم بالمسؤولية".
وقال السفير التركي في الأمم المتحدة فريدون سينير أوغلو في الرسالة "إن العملية ستستهدف فقط الإرهابيين ومخابئهم ومواقعهم ومركبات ومعدات الأسلحة".
وأضاف "تُتخذ كل الإجراءات الاحترازية لتفادي وقوع ضرر جماعي على السكان المدنيين".
وتبرر تركيا تحركها بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على حق الفرد أو الجماعة في الدفاع عن النفس أمام هجوم مسلح.
ويدرس مجلس الأمن إصدار بيان صاغته الولايات المتحدة لكن يبدو من المستبعد التوصل لاتفاق. وتصدر مثل هذه البيانات بالإجماع.
وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين "ينبغي أن يأخذ (البيان) في الاعتبار جوانب أخرى للأزمة السورية وليس فقط العملية التركية. ينبغي أن يتناول التواجد العسكري غير المشروع في البلاد" وذلك في إشارة إلى وجود قوات أمريكية في سوريا.
![](https://i-invdn-com.akamaized.net/trkd-images/LYNXMPEF991WA_L.jpg)
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)