💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

في ظل الحرب.. مصير غامض ومخاوف جديدة للمهاجرين في ليبيا

تم النشر 23/10/2019, 15:14
في ظل الحرب.. مصير غامض ومخاوف جديدة للمهاجرين في ليبيا

من إيدن لويس

طرابلس (رويترز) - اعترض حرس السواحل الليبي المدعوم من الاتحاد الأوروبي طريق ديمبا ديمبيلي بعد أن أمضى ثلاثة أيام في البحر محاولا الوصول إلى أوروبا فأعاده إلى طرابلس.

ومثل غيره من عشرات المهاجرين الآخرين، استقل ديمبيلي سيارة أجرة واتجه للمدينة.

على مدى سنوات كان المهاجرون الذين يعيدهم حرس السواحل إلى ليبيا عادة ما يُنقلون إلى مراكز احتجاز تابعة للحكومة معروفة بظروفها المعيشية المزرية وتفشي الانتهاكات فيها.

لكن بعد إغلاق العديد من هذه المراكز أصبح مسموحا لبعض المهاجرين بالتجول بحرية في المدينة بعد نزولهم على البر، غير أنهم يواجهون مصيرا غامضا في دولة يعصف بها تجدد الصراع في الأشهر الستة الماضية.

وحاول ديمبيلي (28 عاما) من مالي مرتين الوصول إلى أوروبا. وبعد فشل محاولته الأولى أمضى ثلاثة أشهر في مركز احتجاز حيث قال إنه رأى مرتين الحراس يطلقون النار على مهاجرين يحاولون الهروب منه.

وقال "في المرة الأولى، اقتحم الناس الباب محاولين الخروج فأطلقوا النار عليهم... كانوا يضربون الناس". وأضاف أن رجلا ليبيريا قُتل بالرصاص. وأضاف "حدث ذلك أمام عيني".

وما زالت زوارق تهريب البشر تقلع باستمرار باتجاه أوروبا، لكن نسبة المهاجرين الذين يجري اعتراض طريقهم وإعادتهم إلى ليبيا ارتفعت في العامين الماضيين نتيجة جهود قادتها إيطاليا ودعمها الاتحاد الأوروبي للحد من عبور المهاجرين أثارت انتقادات حادة من الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان.

وتزامن ذلك مع انهيار الشبكات التي أرسلت أكثر من 600 ألف مهاجر عبر البحر المتوسط في الفترة من 2014 إلى 2017، إذ ابتعدت الجماعات المسلحة الراغبة في تحسين سمعتها عن تهريب البشر. وتفيد بيانات الأمم المتحدة بأن 8400 شخص فقط عبروا الحدود إلى إيطاليا منذ بداية هذا العام وجرى اعتراض طريق 7400 منهم وإعادتهم أدراجهم.

لكن باحثين وموظفي إغاثة يقولون إن هذا التحول جعل ليبيا مكانا أكثر وحشية تجاه المهاجرين الباقين فيه إذ أصبح المهربون الذين يجدون صعوبة في كسب المال في سوق متقلصة يسومونهم ألوانا أشد من الانتهاكات والابتزاز.

والقتال مستمر منذ أبريل نيسان في غرب ليبيا مع سعي قوات متمركزة في شرق البلاد يقودها خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس.

وقال نيجيري يبلغ من العمر 49 عاما كان على الزورق نفسه الذي كان عليه ديمبيلي إنه أمضى أربع سنوات في ليبيا وكان يعمل في مصنع في جنوب طرابلس قبل اندلاع القتال في الفترة الأخيرة.

وقال "الحرب فقط هي ما دفعني للمغادرة".

* تجنيد المهاجرين

تقع مراكز الاحتجاز اسميا تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس لكن تسيطر عليها فصائل مسلحة تشارك حاليا في قتال قوات حفتر. وقال موظفو إغاثة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إنه جرى تجنيد بعض المهاجرين لصالح المجهود الحربي. ورأى مراسل من رويترز مهاجرين ينقلون أسلحة في قاعدة تابعة لفصيل مسلح غير بعيدة عن جبهة القتال في جنوب طرابلس.

وتحولت مراكز الاحتجاز كذلك إلى أهداف. ففي يوليو تموز قتل أكثر من 50 مهاجرا في ضربة جوية على مركز مهاجرين في تاجوراء قرب المكان الذي نزل فيه ديمبيلي. وتدفق الذين نجوا من الضربة الجوية على منشأة أقامتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للاجئين وطالبي اللجوء. وتتعرض هذه المنشأة لمشكلات منذ افتتاحها في أواخر العام الماضي.

وقال مسؤول في حرس الحدود إن مركز تاجوراء استقبل المزيد من المهاجرين بعد الضربة لكنه لم يعد يقبل قادمين جددا. وأغلقت مراكز احتجاز في الخمس ومصراتة أبوابها استجابة لضغوط دولية طالبت بإغلاقها.

ورغم أن ديمبيلي وأكثر من 80 مهاجرا غيره استقلوا سيارات أجرة بعد إنزالهم على البر تجنبوا الاحتجاز الفوري فإن موظفي الإغاثة يخشون من أن بعضهم ربما يقع تحت رحمة مهربي البشر إذا لم يُنقلوا لمراكز الاحتجاز التي تقوم منظمات دولية بزيارتها من حين لآخر على الأقل.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة، التي تواجه صعوبات في إجلاء المهاجرين من ليبيا وبدأت في الفترة الأخيرة في نقل اللاجئين إلى رواندا، إن بعض المهاجرين يحاولون دفع رشوة لدخول مراكز احتجاز على أمل إعادة توطينهم.

ويوجد في ليبيا حاليا نحو 640 ألف مهاجر. وتضم المراكز خمسة آلاف فقط. لكن الأوضاع تتغير بسرعة. في السابق أعيد فتح مراكز بعد إغلاقها أو أقيمت مراكز جديدة في مواقع أخرى.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم الرعاية للمهاجرين المحتجزين في ليبيا إنه بعد إغلاق مركز في مصراتة الأسبوع الماضي نقلت السلطات الليبية أكثر من مئة لاجئ ومهاجر إلى مركزين آخرين لهما سجل في "الانتهاكات والعنف والاستغلال والاختفاء القسري".

وقال ساشا بيتيو رئيس بعثة أطباء بلا حدود "نقلوهم من مركز اعتقال لآخر لتتحول أوضاعهم من سيء إلى أسوأ في دائرة مفرغة من اليأس والعنف".

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.