هونج كونج (رويترز) - قال الحزب الشيوعي الصيني يوم الثلاثاء إنه سيضع نظاما "مثاليا" لاختيار زعيم هونج كونج بعد احتجاجات مناهضة للحكومة على مدى شهور، في حين أطلقت الشرطة في المستعمرة البريطانية السابقة مدافع المياه لتفريق محتجين.
وأضاف الحزب في بيان إنه سيدعم هونج كونج، "المنطقة الإدارية الخاصة" التي عادت لحكم الصين عام 1997، ولن يتسامح مع أي "سلوك انفصالي" سواء فيها أو في جارتها مكاو، المستعمرة البرتغالية السابقة التي عادت لحكم الصين بعد عودة هونج كونج بعامين.
كان بعض محتجي هونج كونج الغاضبون مما يرونه تدخلا صينيا في الحريات بالمنطقة طالبوا باستقلالها في احتجاجات شابها العنف في بعض الأحيان، لكن ذلك يعد خطا أحمر بالنسبة للصين التي تنفي هذا التدخل.
وتزامنا مع نشر وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بيان الحزب الشيوعي، قالت زعيمة هونج كونج كاري لام إنها عقدت اجتماعا قصيرا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في شنغهاي.
وأضافت للصحفيين "عبر (شي) عن اهتمامه ومخاوفه بشأن هونج كونج... وتأييده للإجراءات العديدة التي اتخذتها حكومة هونج كونج".
ونفت لام صحة ما وصفته بأنه شائعات متداولة على نطاق واسع بأن الحكومة تدرس إصدار عفو عن المحتجين المتهمين بارتكاب جرائم، وهو أحد مطالب المحتجين. وقالت "هذا لن يحدث ببساطة".
* احتجاجات وألعاب نارية
بعد مظاهرات خلال احتفالات عيد الهالوين في 31 أكتوبر تشرين الأول، احتفل مئات المحتجين في هونج كونج بيوم جاي فوكس يوم الثلاثاء من خلال ارتداء أقنعته المبتسمة البيضاء.
وخرب بعض المحتجين إشارات المرور وأحد المطاعم التي يعتقد بموالاتها لبكين مما دفع الشرطة، كعادتها خلال الأشهر الخمسة الماضية، لإطلاق مدافع المياه قرب متحف العلوم واعتقال بعض المحتجين.
ويجري الاحتفال بيوم جاي فوكس بالألعاب النارية في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني في بريطانيا.
وحظرت لام ارتداء الأقنعة الشهر الماضي لكن المحتجين يتجاهلون هذا القرار إلى حد بعيد.
وقال الحزب الشيوعي في بيان مطول إنه سيعزز نظام الأمن القومي في هونج كونج ومكاو. ولم يخض في التفاصيل.
وأضاف أن الحزب قرر "إنشاء نظام قانوني صارم وآلية تنفيذ لحماية الأمن القومي في المناطق الإدارية الخاصة ودعم تلك المناطق لتعزيز إنفاذ القانون".
وتابع قائلا إنه سيضع نظاما "مثاليا" لاختيار وعزل الزعماء وكبار المسؤولين في هونج كونج ومكاو.
كانت الاحتجاجات قد بدأت بسبب مشروع قانون لتسليم المجرمين جرى إلغاؤه بعد ذلك وتصاعدت في منتصف يونيو حزيران ضد ما يقول المحتجون إنه تدخل من الصين في شؤون المستعمرة البريطانية السابقة التي احتفظت بحرياتها وقت الاستعمار عندما عادت إلى السيادة الصينية عام 1997.
ويتمسك المتظاهرون بمطالبهم ومن بينها إقرار حق الانتخاب العام وإجراء تحقيق مستقل في مزاعم عن وحشية الشرطة.
وحظيت الاحتجاجات، التي تشكل تحديا خطيرا للرئيس الصيني، بدعم واسع من سكان هونج كونج وبينهم بعض موظفي الحكومة ومدرسون وموظفون في القطاع المالي.
وتراجع عدد المشاركين في الاحتجاجات بعد أن كان بالملايين في يونيو حزيران، في حين تصاعدت أعمال العنف والتخريب. ورفضت السلطات منح تصاريح للكثير من الاحتجاجات في الآونة الأخيرة مما يجعلها غير قانونية ويعرض الناشطين للاعتقال.
وأصيب كثيرون خلال هذه الاحتجاجات لكن لم يسقط قتلى. وقالت السلطات الصحية إن طالبا بجامعة هونج كونج (22 عاما) أصيب أثناء الاحتجاجات في مطلع هذا الأسبوع وأنه الآن في حالة حرجة.
وعبرت لام يوم الثلاثاء عن تعاطفها تحديدا مع حالة هذا الطالب.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)