💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

شكوك في دارفور رغم تعهد رئيس وزراء السودان الجديد بإحلال السلام

تم النشر 06/11/2019, 13:44
محدث 06/11/2019, 13:49
شكوك في دارفور رغم تعهد رئيس وزراء السودان الجديد بإحلال السلام

من أولف ليسينج

الفاشر(السودان) (رويترز) - تجلس صالحة نور لبيع المكسرات في سوق في مدينة الفاشر بإقليم دارفور لكنها تشيح بيدها ردا على وعود رئيس الوزراء السوداني الجديد عبد الله حمدوك بمستقبل أفضل وأكثر إشراقا.

تتحدث صالحة عن ذلك عشية زيارة حمدوك للمنطقة لعرض خططه لتسوية الصراع المستمر منذ ما يقرب من 17 عاما في الإقليم الواقع بغرب البلاد وإصلاح الضرر الذي تسبب فيه الرئيس المعزول عمر البشير.

لكن صالحة سمعت كل تلك الوعود من قبل وفقدت الأمل في العودة إلى قريتها التي اضطرت للفرار منها في بداية الصراع.

وربما تراجعت أعمال العنف مقارنة بالفترة التي حشد فيها البشير جماعات مسلحة أغلبها من العرب لسحق انتفاضة متمردين أغلبهم من غير العرب مما أثار موجة من عمليات القتل والنزوح الجماعي وصفتها واشنطن وغيرها بالإبادة الجماعية.

لكن صالحة ترى أن الوضع لا يزال أخطر من أن يسمح بعودة الأسر من حيث فرت ولعودة الأمور لطبيعتها.

وقالت "عندما عاد البعض ... للزراعة تعرضوا للهجوم ليلا في منازلهم وقُتلوا". وتقيم صالحة حاليا في مخيم خارج الفاشر. وفقدت أسر ما كانت تملكه أيضا من الماشية عندما تم الاستيلاء على مزارعها في بدايات الصراع مما يعني أن كل سبل الحياة لم تعد متاحة.

تسلط تلك المحنة الضوء على التحديات التي تواجه حمدوك لدى محاولته هو والحكومة الانتقالية تسوية الصراع وإخراج السودان من عقود من العزلة الدبلوماسية والمالية التي زادت حدتها بفعل العقوبات التي فُرضت على البلاد بسبب الصراع في دارفور.

وظهرت في المخيمات المؤقتة التي أوت مئات الآلاف في ذروة العنف جدران وبنية تحتية مما حولها لمستوطنات يصعب إقناع الناس بتركها لمواصلة الحياة التي خلفوها وراءهم منذ فترة طويلة.

أما الانقسامات الاجتماعية والعرقية التي أججت أسوأ ما في الصراع فما زالت حاضرة في الخلفية.

* المطالب ستُلبى

وبعد يوم اجتذبت زيارة حمدوك حشدا بالمئات لدى تجوله في مخيم زمزم خارج الفاشر مباشرة يوم الاثنين.

وحيّا الحشد رئيس الوزراء المدني عذب الحديث بكلمات مألوفة هي "حرية.. سلام وعدالة" وهو شعار هتف به المحتجون الذين نزلوا للشوارع في أنحاء السودان هذا العام في مظاهرات حاشدة أدت في النهاية للإطاحة بالبشير.

وقال حمدوك للحشد إن مطالبهم ستُلبى.

ولأغلب النهار ظل حمدوك يتحدث ويدلي بالتصريحات لكنه لم يقدم مقترحات جديدة ملموسة تذكر.

وقال أحمد إبراهيم (21 عاما) لرويترز خلال الزيارة "الشروط هما توفر الأمن والسلام والتعليم والرعاية الصحية". وكان أحمد في العاشرة من عمره عندما فرت أسرته من منزلها.

وتولى حمدوك السلطة في أغسطس آب بموجب اتفاق لتقاسم السلطة مع الجيش مدته ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين طلبت الحكومة الانتقالية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الاستمرار في إدارة بعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور وهي قوات كان البشير يحاول وقف عملها.

كما بدأت الخرطوم محادثات سلام مع المتمردين في دارفور وفي مناطق حدودية أخرى.

لكن دبلوماسيين يقولون إنه ينبغي على أطراف الصراع الكفاح لحله بعد أن تغير وتشعب.

وشهدت صفوف المتمردين انقسامات ويقاتل بعضهم الآن مقابل المال في ليبيا أما القبائل العربية فبدأت تتصارع مع بعضها البعض مع تناقص موارد المياه مما أجج النزاع بين المزارعين والبدو. كما تشيع أعمال قطع الطرق في المنطقة.

أما الجماعات المسلحة التي قاتلت في أوائل الصراع فقد تغير قادتها وتغيرت أسماؤها وصارت لها أدوار جديدة في المشهد السياسي السوداني المتقلب.

ويقول بعض النازحين في المخيمات إنهم قلقون من الميليشيات العربية السابقة التي تعرف باسم الجنجويد والتي يقولون إنها انضمت لقوات الدعم السريع وهي القوة المهيمنة في الخرطوم منذ الإطاحة بالبشير.

ورافقت حمدوك بعض قوات الجيش الخاصة لحراسته خلال الزيارة.

لكن قوات الدعم السريع حاضرة أيضا إذ تتجول بشاحنات مدججة بالأسلحة. وقائد القوة محمد حمدان دقلو عضو في القيادة الانتقالية في البلاد.

وقالت صديقة إبراهيم وهي قروية أخرى من النازحين "في كل مرة نعود فيها للزراعة... (مقاتلو) الدعم السريع يأتون ويطردوننا... في مشاكل".

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.