من جويس لي وكيوشي تاكيناكا
طوكيو (رويترز) - قالت كوريا الجنوبية يوم الجمعة إنها لن تعلق اتفاق تبادل معلومات المخابرات مع اليابان، في تراجع مفاجئ في اللحظة الأخيرة، مما يشير إلى انفراجة بعد شهور من فتور العلاقات في خلاف حول تاريخهما الأليم في زمن الحرب.
ومن المرجح أن تحتفي واشنطن بالقرار، الذي أعلنه البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية، بعد أن مارست ضغوطا على حليفتيها الآسيويتين لتنحية الخلاف القائم منذ فترة طويلة وإبقاء الاتفاقية. ويُنظر إلى اتفاق الأمن العام للمعلومات العسكرية على أنه مرتكز وأساس للتعاون الأمني الثلاثي في آسيا.
ومن المحتمل أن يترتب على ذوبان الجليد في العلاقات الدبلوماسية آثار على التجارة. ووضعت اليابان هذا العام قيودا على تصدير المواد المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات، مما يهدد سلسلة توريد الإمدادات العالمية من الرقائق وهي إحدى ركائز الاقتصاد الكوري الجنوبي.
وقال كيم يو يون نائب مدير مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية "قررت الحكومة تعليق إشعارنا بتاريخ 23 أغسطس بشأن اتفاق المخابرات الكوري الياباني شريطة إمكانية إنهاء الاتفاقية في أي وقت".
وأضاف كيم في مؤتمر صحفي "عبرت اليابان عن تفهمها".
وجاء هذا الإعلان قبل ساعات من الموعد المحدد لانقضاء أمد اتفاق تبادل معلومات المخابرات.
كانت كوريا الجنوبية قد أبلغت اليابان في أغسطس آب أنها ستوقف تبادل معلومات المخابرات، كرد فعل انتقامي بعد أن وضعت طوكيو قيودا على تصدير مكونات الرقائق.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن كوريا الجنوبية اتخذت "قرارا استراتيجيا" بالالتزام باتفاق تبادل معلومات المخابرات مضيفا أن العلاقات الثنائية على درجة كبيرة من الأهمية.
وقالت وزارة التجارة اليابانية إنها تأمل في إجراء محادثات مع كوريا الجنوبية حول ضوابط التصدير، لكنها لن تعيد إدراج كوريا الجنوبية فورا ضمن "القائمة البيضاء" للدول التي تحظى بأفضلية في المعاملات التجارية.
وقال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي في تصريحات في ناجويا، التي ينعقد فيها اجتماع على المستوى الوزاري لمجموعة العشرين، إن التعاون الأمني بين البلدين أمر حاسم.
وأضاف موتيجي للصحفيين "على حد فهمي، اتخذت حكومة كوريا الجنوبية هذا القرار الاستراتيجي في ظل الأجواء الأمنية الراهنة".
وقال إنه يعتزم الاجتماع مع نظيرته الكورية الجنوبية في وقت لاحق من يوم الجمعة.
وفي إشارة سابقة على الخلاف، لم تؤكد الوزيرة الكورية الجنوبية رسميا حضورها اجتماع مجموعة العشرين.
وقال مسؤول كوري جنوبي إن تعليق الخطوة، التي اتخذت في السابق لإلغاء اتفاق تبادل معلومات المخابرات، مؤقت، لكنه أضاف أنه لم تتحدد مهلة لحل الخلافات، وأن سول ستنهي اتفاق معلومات المخابرات إذا لم يتم التوصل إلى حل.
جاء قرار كوريا الجنوبية يوم الجمعة وسط توترات علنية متزايدة مع واشنطن نادرا ما تعتري العلاقات في تحالف الدولتين الممتد منذ ما يقرب من سبعة عقود.
وأوقفت الولايات المتحدة محادثات حول تكلفة الدفاع هذا الأسبوع بعد مطالبتها لكوريا الجنوبية بزيادة مساهمتها السنوية للإبقاء على القوة الأمريكية إلى خمسة مليارات دولار، أي أكثر من خمسة أضعاف ما تدفعه الآن.
ويعارض ترامب منذ فترة طويلة ما يقول إنها مساهمات غير كافية من الحلفاء في تغطية تكاليف الدفاع. ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة مفاوضات منفصلة حول اتفاقات جديدة لتقاسم النفقات الدفاعية مع اليابان وألمانيا وحلف شمال الأطلسي العام المقبل.
وفي الوقت الذي تشعر فيه الدولتان الحليفتان للولايات المتحدة بالقلق إزاء فرض الصين وجودها بقوة في المنطقة والتهديد المحتمل من قبل كوريا الشمالية، لا يزال التوتر يشوب علاقاتهما بسبب المظالم التي تعود إلى الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية في الفترة من 1910 حتى 1945.
وأعلنت كل من كوريا الجنوبية، التي تقول إنه يتعين على اليابان رفع القيود التجارية، واليابان، التي تدعو إلى الحفاظ على الاتفاق الأمني، عن هذه التطورات قبل ساعات من الموعد المحدد لانتهاء سريان الاتفاق في منتصف ليل الجمعة.
وتم إبرام اتفاق الأمن العام للمعلومات العسكرية في عام 2016 بعد حملة أمريكية استمرت لسنوات من أجل تعزيز رد الفعل المشترك إزاء التهديد العسكري المتنامي لكوريا الشمالية.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)