من باباك دهقان بيشه
جنيف (رويترز) - ألقت إيران بعض الضوء يوم الأربعاء على نطاق أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية قبل 40 عاما إذ قال مسؤول إن 200 ألف شخص شاركوا فيها وتحدث نائب عن اعتقال سبعة آلاف.
وفي أقوى تصريحات له منذ أن وصلت الاضطرابات إلى ذروتها، وصف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي العنف الذي استمر أسبوعين بأنه "مؤامرة خطيرة جدا" فيما أصر على إخماد التوتر بالكامل.
ولم تعلن إيران عددا رسميا لقتلى الاضطرابات لكن منظمة العفو الدولية قالت هذا الأسبوع إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 143 محتجا وهو عدد تنفيه طهران.
ومثل هذا العدد من القتلى سيجعل الاحتجاجات المناهضة للحكومة هي الأكثر دموية منذ أن أحبطت السلطات "ثورة خضراء" من الاحتجاجات على نتيجة الانتخابات عام 2009 بل ومنذ الثورة الإسلامية نفسها عام 1979.
وتعذرت معرفة تفاصيل الاضطرابات خارج إيران خاصة بعد أن حجبت السلطات الإنترنت لمدة أسبوع.
وقال سكان ووسائل إعلام رسمية إن خدمة الإنترنت عادت إلى الهواتف المحمولة بالعاصمة طهران وعدة مناطق أخرى يوم الأربعاء، وذلك بعد إعادة الخدمة عبر الخطوط الهاتفية الثابتة جزئيا يوم الاثنين.
وقالت وزارة الاستخبارات إن ثمانية أشخاص على الأقل على صلة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية اعتقلوا أثناء الاضطرابات.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الوزارة قولها "هذه العناصر تلقت تدريبا مولته سي.آي.إيه في عدة دول تحت ستار أن يصبحوا صحفيين... تم اعتقال ستة أثناء مشاركتهم في أعمال الشغب وتنفيذ أوامر المخابرات الأمريكية في حين تم اعتقال الاثنين الآخرين أثناء محاولتهما إرسال معلومات إلى الخارج".
ويأتي العنف في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد حصارا أمريكيا خانقا خفّض صادرات إيران النفطية هذا العام وفي ظل مظاهرات حاشدة في العراق ولبنان احتجاجا على حكومات تعتمد على دعم فصائل موالية لإيران.
* "بلطجية"
واشتعل فتيل التوتر يوم 15 نوفمبر تشرين الثاني بعد الإعلان عن زيادات في أسعار البنزين لكنه سرعان ما اتخذ منحى سياسيا بالمطالبة بالإطاحة بكبار الزعماء.
وفي المقابل حملت الحكومة "بلطجية" على صلة بشخصيات في المنفى المسؤولية وكذلك الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
وقال خامنئي في اجتماع مع أفراد في قوة الباسيج التي شاركت في قمع الاحتجاجات "إنها مؤامرة ضخمة وواسعة وخطيرة جدا أُنفقت عليها أموال كثيرة... ودمرها الشعب".
وقال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي إنه جرى إحراق حوالي 731 بنكا و70 محطة بنزين و140 موقعا حكوميا. ونشرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء تصريحات للوزير قال فيها إن أكثر من 50 قاعدة تستخدمها قوات الأمن هوجمت.
ونسبت الوكالة إلى رحماني قوله إن ما يصل إلى 200 ألف شخص شاركوا في الاضطرابات على مستوى البلاد. وقال حسين نقوي-حسيني، وهو عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان، إن السلطات ألقت القبض على نحو سبعة آلاف شخص وفقا لما نشره موقع انتخاب الإخباري.
وزادت مصاعب المواطن الإيراني العادي لتلبية احتياجاته منذ العام الماضي عندما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله إن الاستهلاك اليومي للبنزين انخفض حوالي 20 مليون لتر منذ زيادة الأسعار. وكانت شركة توزيع الوقود الحكومية قالت الثلاثاء إن الاستهلاك اليومي كان حوالي 98 مليون لتر قبل الزيادة.
وقالت الحكومة إن زيادة أسعار البنزين أكثر من 50 بالمئة تهدف إلى جمع حوالي 2.55 مليار دولار سنويا لتقديم دعم إضافي إلى 18 مليون أسرة منخفضة الدخل.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)