من ستيفن فاريل ونضال المغربي
بيت لحم/غزة (رويترز) - تعيش عائلة جورج سلامة في مدينة بيت لحم الفلسطينية منذ 70 عاما. لكنه يفضل إطلاق لقب "اليافاوي" عليها، ومعناها القادم من "يافا"، وهي المدينة المطلة على البحر المتوسط وغادرتها عائلته عام 1948 وما زالت تعتبرها الموطن بالنسبة لها.
ويعتبر سلامة، مثل كثير من الفلسطينيين الذين تحولوا هم وأسرهم إلى لاجئين بعد الحرب التي تزامنت مع قيام إسرائيل، وجوده في بيت لحم بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، أمرا مؤقتا.
وينتشر اللاجئون الفلسطينيون الآخرون بين قطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا. ولا يزال كثيرون يحملون المفاتيح الحديدية التي يقولون إنها مفاتيح منازلهم التي فروا منها أو أُرغموا على الفرار منها خلال ما يطلق عليه الفلسطينيون وصف "النكبة" عام 1948.
ويدير سلامة (59 عاما) الآن مطعما للفلافل والفول والحمص، قبالة ساحة المهد في بيت لحم. وطبع شعار "منذ 1948" على قوائم المطعم وعلى أكمام قمصان العاملين.
ويقول إن بطاقة عضويته الصادرة من وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة تضمن حقه بموجب القانون الدولي في العودة إلى منزل عائلته في يافا، التي تقع الآن في وسط إسرائيل، على بعد حوالي 78 كيلومترا.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة على تجديد تفويض الأونروا لتوفير خدمات التعليم والصحة والإغاثة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في أنحاء المنطقة.
وتقول الأونروا إن خدماتها ضرورية "في ظل عدم وجود حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين".
لكن إسرائيل ترفض حق العودة التي يطالب بها سلامة وغيره من اللاجئين خشية أن تفقد البلاد أغلبيتها اليهودية.
ويعترف سلامة بأن العودة لا تزال حلما بعيد المنال.
وقال إن المطالبة بحق العودة "تشبه (قرص) المخدر الذي يزيل الألم لكنه لا يداوي".
وفي قطاع غزة، تقول زكية موسى إن أسرتها كانت تملك في السابق 16 فدانا إلى الشمال من الحدود المحصنة للقطاع مع إسرائيل.
وأمضت زكية التي تبلغ من العمر 63 عاما حياتها كلها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، الذي تحاصره إسرائيل منذ عام 2007.
وبالقرب من منزلها في مخيم الشاطئ على ساحل البحر المتوسط بغزة، كان فلسطينيون يفرغون أكياس الدقيق التي يتسلمونها من الأونروا، التي تقدم المساعدات لأكثر من نصف سكان القطاع. ويبلغ عدد سكان غزة مليوني نسمة.
وقالت زكية "الأونروا تزودنا بالدقيق والزيت النباتي والفاصوليا والحليب.. نعالج بالمجان، ونحصل على الأدوية... نحن لا شيء بدون الأونروا".
وأضافت أن أرض عائلتها كانت تشتمل على منزل تحيط به مساحات مزروعة بالفاكهة والخضار، وكلها شمال معبر إيريز الحدودي مع إسرائيل.
وتقول إنه لو اختلفت الظروف، لكانت هذه الأرض على بعد مسافة قصيرة تقطعها سيرا على الأقدام.
وأضافت "لو بدأت المشي الآن، سأكون هناك عصرا".
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)