نيودلهي (رويترز) - خرج الآلاف إلى شوارع الهند مرة أخرى يوم الأربعاء للاحتجاج على قانون المواطنة الجديد القائم على أساس الدين والذي فجر اضطرابات شابها العنف فيما فرضت ولاية جنوبية قيوداً على التجمعات العامة في خطوة استباقية تحسبا لاندلاع مزيد من المظاهرات.
وتقول حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن القانون يهدف للتصدي لاضطهاد الأقليات غير المسلمة مثل الهندوس والسيخ والمسيحيين من أفغانستان وبنجلادش وباكستان.
وستحصل هذه المجموعات، التي يقيم كثير من أفرادها في الهند منذ سنوات دون حقوق، على مسار يفضي تلقائيا إلى حصولهم على الجنسية الهندية إذا كانوا قد أتوا من هذه الدول الثلاث قبل عام 2015.
ورفضت المحكمة العليا في الهند يوم الأربعاء التماسا لوقف تطبيق القانون لكنها قالت إنها ستعقد جلسات الشهر المقبل حول الإجراء برمته الذي يصفه منتقدوه بأنه مناهض للمسلمين.
ويقول المحتجون إن استبعاد المسلمين ينم عن تحيز عميق الجذور ضد المسلمين، الذين يشكلون 14 في المائة من سكان البلاد، وإن القانون يمثل الحلقة الأحدث في سلسلة من خطوات الحكومة القومية الهندوسية لتهميشهم.
وقال مسؤول بالشرطة إنه في ظل احتمال خروج مزيد من المظاهرات، تحركت السلطات في ولاية كارناتاكا الجنوبية لفرض حظر على التجمعات العامة الكبيرة في ثلاث مدن رئيسية على الأقل.
وسوف تدخل هذه القيود حيز التنفيذ صباح الخميس، بما في ذلك في بنجالورو عاصمة الولاية التي توجد بها مقرات العشرات من الشركات متعددة الجنسيات.
وقال ضابط الشرطة أوميش كومار لرويترز إن "الناس يستغلون الفرصة لإثارة المشاكل ونحن نريد الحفاظ على الأجواء السلمية في بنجالورو".
وقال مسؤول محلي إنه سيتم فرض قيود مماثلة في لكناو عاصمة ولاية أوتار براديش الشمالية لمنع الاحتجاجات.
* مواطنون من الدرجة الثانية
يأتي القانون الجديد في أعقاب إلغاء الوضع الخاص بمنطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة في الهند والذي كانت تحظى في ظله بالحكم الذاتي، وأيضا بعد قرار محكمة يمهد الطريق لبناء معبد هندوسي في موقع مسجد دمره متعصبون هندوس.
وفي احتجاج أمام الجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي، التي اقتحمتها الشرطة مساء الأحد، مما أسفر عن إصابة 200 طالب بجروح، اتهم متظاهر يبلغ من العمر 70 عاما إدارة مودي باستهداف المسلمين.
وقال إن "هذه الحكومة تريد أن تحولنا إلى مواطنين من الدرجة الثانية" فيما كان مئات المتظاهرين حوله يرددون الشعارات ويرفعون اللافتات ويلوحون بالعلم الهندي.
وأطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء في جزء يغلب عليه المسلمون من نيودلهي يوم الأربعاء لصد آلاف المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة والزجاجات مطالبين بسحب القانون.
وفي ولاية آسام الشمالية الشرقية، التي شهدت بعضا من أشد الاحتجاجات عنفا، خرج الآلاف إلى الشوارع في عدة مدن يوم الأربعاء.
وقال ساموجال بهاتاشاريا من اتحاد طلاب كل آسام "سنواصل حراكنا حتى نحصل على رد إيجابي من المحكمة العليا".
وفي ولاية البنغال الغربية، قال المسؤول المحلي أرفيند مينا إن بعض الاحتجاجات شابها العنف، وأصيب أربعة أشخاص في اشتباكات بمنطقة أوتار ديناجبور عقب مسيرة ضد القانون.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)