بيروت (رويترز) - تعهد رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب يوم الخميس بتشكيل حكومة تعمل سريعا على إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية وطمأنة الناس الذين شاركوا في احتجاجات على مدى شهرين ضد النخبة السياسية.
وتم اختيار دياب وهو أكاديمي ووزير تربية سابق رئيسا للوزراء يوم الخميس بدعم من حزب الله المدعوم من إيران وحلفائها.
وقال دياب من القصر الرئاسي "أيها اللبنانيون جهودنا جميعا يجب أن تتركز على وقف الانهيار واستعادة الثقة وعلى صون الوحدة الوطنية عبر تثبيت جسور التلاقي بين جميع فئات الشعب اللبناني".
ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى 1990، وهو في حاجة ماسة لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة سعد الحريري في 29 أكتوبر تشرين الأول تحت ضغط احتجاجات على النخبة الحاكمة.
وعبر في كلمة أمام الصحفيين عقب لقائه الرئيس ميشال عون عن أمله أن "تكون حكومة بمستوى تطلعات اللبنانيين: تُلامِسُ هواجسَهم وتُحقّقُ مطالبَهم وتُطمئِنُهم إلى مستقبلِهم وتَنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمرّ بها إلى مرحلة الاستقرار عبر خطة إصلاحية واقعية لا تبقى حبرا على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعاً".
وأضاف "سوف أعمل جاهدا لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن... وسأتوسع في المشاورات التي سأجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضا الحراك الشعبي".
وقال "إن المرحلة دقيقة جدا وحسّاسة، وتتطلّب جهدا استثنائيا وتضافرَ جميع القوى السياسية، في الحكومة وخارجها، فنحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تُحصّن البلد وتُعطي دفعا لعملية الإنقاذ التي يجب أن تكون أولوية في حسابات الجميع".
وخاطب المحتجين في الشوارع اللبنانية على الطبقة الحاكمة قائلا "على مدى 64 يوما، استمعت إلى أصواتكم التي تعبّر عن وجع مُزمن، وغضب من الحالة التي وصلنا إليها، وخصوصا من استفحال الفساد. وكنت أشعر أن انتفاضتكم تمثّلني كما تمثّل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان، دولة العدالة والقانون الذي يطبّق على الجميع".
(تغطية صحفية للنشرة العربية ليلى بسام من بيروت - تحرير محمد اليماني)