من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - أبدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت تعاطفا علنيا نادرا تجاه نظيرها الإيراني في مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية يوم الخميس حيث قدمت تعازيها في وفاة طفلة إيرانية.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب واشنطن من اتفاق إيران النووي في مايو أيار عام 2018.
لكن بعد جلسة محتدمة لمجلس الأمن بشأن الالتزام بالاتفاق الموقع في عام 2015 بين القوى العالمية وإيران، مشت كرافت إلى نظيرها الإيراني مجيد تخت روانجي وتحدثت معه.
كان روانجي قد تحدث خلال بيانه أمام المجلس عن طفلة تبلغ من العمر عامين قال إنها توفيت في يونيو حزيران جراء مرض انحلال البشرة الفقاعي، وهو من الأمراض النادرة، وألقى باللوم على العقوبات الأمريكية في وفاتها.
وقال مسؤول في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن كرافت كانت تقدم تعازيها إلى روانجي.
وقال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إنهما أجريا "محادثة قصيرة فحسب بشأن المصابين بمرض انحلال البشرة الفقاعي الذين تأثروا بالعقوبات".
وكتب على تويتر "لا يتجاوز توجه أي دبلوماسي في الأمم المتحدة نحو غيره أو إجراء محادثة قصيرة معه في المقر حدود المألوف".
لكن هذه التعاملات المباشرة بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين كانت نادرة للغاية في الأعوام الماضية.
وبعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، أعادت حكومته فرض العقوبات على طهران بهدف وقف مبيعاتها من النفط وهي المصدر الأساسي لإيرادات الجمهورية الإسلامية.
وعلى الرغم من أن الأدوية والواردات الإنسانية الأخرى معفاة من العقوبات الأمريكية فإن إجراءات الولايات المتحدة، التي تستهدف كل شيء تقريبا من مبيعات النفط إلى النقل إلى الأنشطة المالية، تسببت في عزوف عدة بنوك أجنبية عن العمل مع إيران بما في ذلك الاتفاقات الإنسانية.
وقال روانجي للمجلس "من العار أن التنمر الأمريكي أدى إلى وقف تصدير أدوية معينة لإيران، وهو ما سبب كابوسا لبعض المرضى".
وأضاف "على سبيل المثال توقفت شركة أوروبية بسبب ضغط العقوبات الأمريكية عن تصدير ضمادات معينة للمرضى المصابين بانحلال البشرة الفقاعي وهو مرض وراثي نادر يؤدي إلى تقرحات في الجلد".
وأضاف بعد ذلك أن الطفلة الإيرانية، التي تسمى آفا، لم تتمكن من الحصول على العلاج الذي كانت تحتاجه.
وأبلغت كرافت مجلس الأمن أن "الولايات المتحدة مستعدة للدخول في حوار مع إيران للتفاوض على اتفاق يعزز السلام والأمن الدوليين بشكل أفضل. لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل إيران زعزعة استقرار المنطقة".
(شاركت في التغطية باريسا حافظي في دبي - إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير سها جادو)