مانيلا (رويترز) - تستعد الفلبين لإجلاء الآلاف من مواطنيها العاملين في الشرق الأوسط مع تصاعد التوتر في أعقاب مقتل قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية أمريكية.
ويعمل قرابة 2.3 مليون فلبيني في الشرق الأوسط في العمالة المنزلية وفي قطاع الإنشاء أو كمهندسين وممرضات.
وقال سلفادور بانيلو المتحدث باسم الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي يوم الثلاثاء إن الرئيس أمر القوات المسلحة بتجهيز الأصول الجوية والبحرية لإجلاء الفلبينيين من العراق وإيران والدول العربية المجاورة.
كان دوتيرتي قد عبر عن قلقه الشديد من احتمال نشوب "حرب طويلة" وقال للصحفيين إنه أرسل مبعوثا خاصا إلى طهران وبغداد للحصول على ضمانات بتوفير ممر آمن للفلبينيين في حالة إجلائهم.
وأضاف دوتيرتي في كلمة يوم الاثنين "هناك الكثير جدا من الفلبينيين الذين يعملون بشكل أساسي في منطقة الشرق الأوسط. يعتريني القلق. إيران تبدو عاقدة العزم على الانتقام الذي أتصور أنه سيأتي".
وتفيد بيانات حكومية أن هناك قرابة سبعة آلاف فلبيني يعملون ويعيشون في العراق وأكثر من ألف آخرين في إيران.
وقال وزير الدفاع ديلفين لورينزانا الذي يرأس لجنة تشكلت في الآونة الأخيرة للإعداد لإجلاء الفلبينيين من المنطقة إن الحكومة تجهز طائرات لنقل الفلبينيين الراغبين في العودة إلى بلدهم أو الانتقال من العراق وإيران إلى أماكن أكثر أمانا.
أضاف لورينزانا للصحفيين "بوسعنا إرسال وسائل نقل لجلبهم" مضيفا أن استئجار سفينة ركاب من بين الأمور التي تبحثها الحكومة لإجلاء من يرغبون في العودة للوطن.
ومع وصول جثة سليماني إلى بلدته لدفنها قال مسؤول كبير في طهران يوم الثلاثاء إن إيران تدرس 13 سيناريو للثأر لمقتله في هجوم أمريكي بالعراق يوم الجمعة.
وبلغت التحويلات النقدية من الفلبينيين الذين يعملون بالشرق الأوسط إلى وطنهم نحو 5.4 مليار دولار من يناير كانون الثاني إلى أكتوبر تشرين الأول العام الماضي، بما يمثل خُمس إجمالي التحويلات في تلك الفترة مما يجعل المنطقة مصدرا رئيسيا لتدفقات النقد الأجنبي التي تساعد على دفع النمو في الاقتصاد الفلبيني الذي يغلب عليه النمط الاستهلاكي.
وفي كوالالمبور نصح وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله الماليزيين بإرجاء السفر لغير ضرورة إلى المنطقة "لا سيما مناطق معينة يمثل الوضع الأمني فيها خطورة" وبأن يسجل الموجودون في المنطقة أسماءهم في أقرب بعثة ماليزية.
وقال في مؤتمر صحفي "تنصح الوزارة جميع الماليزيين المقيمين أو الذين يسافرون حاليا إلى المنطقة بأن يكونوا أكثر حذرا وأن يتخذوا الاجراءات اللازمة لضمان سلامتهم وأمنهم".
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)