الأمم المتحدة: ترك لبنان بدون حكومة عمل "غير مسؤول"

من توم بيري

بيروت (رويترز) - قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة في لبنان يوم الأربعاء إن إبقاء لبنان بدون حكومة عمل "غير مسؤول"، وذلك في انتقاد شديد للقادة اللبنانيين في وقت يغوص فيه بلدهم أكثر فأكثر في براثن أزمة دون خطة لإنقاذه.

ولبنان بدون حكومة عاملة منذ استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء في أكتوبر تشرين الأول وسط احتجاجات على النخبة السياسية بسبب انتشار الفساد، مما يترك البلد هائما في وقت تتفاقم فيه أزمة مالية واقتصادية.

وأدى تصاعد التوتر في الشرق الأوسط منذ أن قتلت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني إلى تفاقم المخاطر المحدقة بلبنان المثقل بالديون.

وقالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تخضع لعقوبات أمريكية وتمارس نفوذا كبيرا في بيروت، إنه يتعين على حلفاء إيران المساعدة في إنزال القصاص.

وقال يان كوبيش المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان على تويتر "إبقاء لبنان بدون حكومة تتسم بالكفاءة والمصداقية عمل غير مسؤول في ضوء الوضع الحالي والتطورات في البلد والمنطقة".

وأضاف "أحث الزعماء على التحرك دون مزيد من التأخير".

وشهدت أسوأ أزمة اقتصادية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 هبوطا حادا في قيمة الليرة اللبنانية في ظل نقص الدولار وفرض البنوك لقيود على السحب من الودائع والتحويلات للخارج.

وقال وزير الاقتصاد اللبناني السابق ناصر سعيدي الأسبوع الماضي إن لبنان في حاجة إلى حزمة إنقاذ مالي دولية تصل إلى 25 مليار دولار لمساعدته في تجنب انهيار اقتصادي محتمل.

وحذر البنك الدولي في نوفمبر تشرين الثاني من أن نسبة الفقر بين اللبنانيين قد ترتفع إلى 50 بالمئة إذا تفاقمت الأوضاع الاقتصادية.

وبعد خلافات استمرت أسابيع بشأن الحكومة الجديدة، انسحب الحريري الشهر الماضي من المحادثات مع خصومه، مما أدى لتكليف حزب الله وحلفائه السياسيين لحسان دياب، وهو وزير تعليم سابق، بتشكيل الحكومة.

وقال مصدر سياسي مطلع على المفاوضات إن الأمور "تحركت قليلا" وإن حكومة تكنوقراط ما زالت مقررة. وقال مصدر ثان إن جهود تشكيل الحكومة عادت إلى مسارها.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن هناك حاجة لتشكيل حكومة جديدة لطمأنة الناس. وقال السياسي المسيحي سمير جعجع، الذي يوجه انتقادات لحزب الله، إن لبنان يواجه "كارثة فعلية" وإن المسؤولين أضاعوا ثلاثة أشهر.

ولم يحظ دياب بدعم جعجع أو الحريري المتحالف مع الغرب ودول الخليج العربية. ويقول محللون إن الدعم السياسي الذي يحظى به من حزب الله قد يعقّد جهود الحصول على مساعدات أجنبية.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن حزب الله بمثابة يدي وعيني لبنان.

وقال جيسون توفي كبير محللي الأسواق الناشئة لدى كابيتال إيكونومكس "لا يزال هناك خطر جسيم أن يعلق لبنان في مرمى النيران بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران".

(تغطية صحفية توم بيري وليلى بسام - إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)