من فيليب بوليلا
مدينة الفاتيكان (رويترز) - حث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يوم الخميس الولايات المتحدة وإيران على تجنب التصعيد والسعي "للحوار وضبط النفس" لتفادي صراع أوسع في الشرق الأوسط.
ووجه البابا هذا النداء، وهو أول تعقيب مباشر له على الأزمة الراهنة، في خطابه السنوي الذي أصبح يعرف "بخطاب حالة العالم" والذي يلقيه على السفراء المعتمدين لدى الفاتيكان.
وفي الخطاب الذي استمر نحو 50 دقيقة في قاعة سالا ريجيا، عرض البابا البالغ من العمر 83 عاما صورة قاتمة لعام 2019 تناولت الحروب والاحتباس الحراري ومشاعر الكراهية تجاه المهاجرين وخطر الأسلحة النووية.
وقال البابا فرنسيس أمام دبلوماسيين من أكثر من 180 دولة "المثير للقلق بشكل خاص هو الإشارات القادمة من المنطقة بأسرها إثر تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة".
وأضاف أن هذه التوترات قد تثير مخاطر "المساس بعملية إعادة الإعمار التدريجية في العراق، فضلا عن إرساء الأساس لصراع أوسع نطاقا نرغب جميعا في تفاديه".
ومضى قائلا "من ثم أكرر ندائي لجميع الأطراف المعنية لتجنب تصعيد الصراع وإبقاء شعلة الحوار دون انطفاء وضبط النفس مع الاحترام الكامل للقانون الدولي".
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن إيران "تتراجع" بعد أن أطلقت صواريخ تستهدف قوات أمريكية في العراق يوم الأربعاء، ردا على الهجوم الأمريكي الذي أودى بحياة قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في الثالث من يناير كانون الثاني.
وقال البابا "أسرتنا الإنسانية مثخنة بالجراح والندوب بسبب تلاحق الحروب المدمرة على نحو متزايد والتي تؤثر تحديدا على الفقراء والمستضعفين".
وأضاف "للأسف السنة الجديدة لا يبدو أنها تحمل مؤشرات مبشرة بل توترات متفاقمة وأعمال عنف".
ومن المرجح أن تحول التوترات الأخيرة دون زيارة البابا للعراق وهو الأمر الذي قال إنه يود فعله هذا العام.
وتسببت الحروب والنزاعات في نزوح المسيحيين من العراق وبعض الدول الأخرى في الشرق الأوسط.
وعانى المسيحيون في العراق وهم أقلية تقدر أعدادها بمئات الآلاف من المصاعب عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من البلاد لكنهم استعادوا الحريات منذ طرد التنظيم.
وقال البابا إنه لا يزال يأمل في أن يزور هذا العام جنوب السودان الذي تقطنه أغلبية مسيحية والذي يخرج من أتون حرب أهلية.
وتناول البابا في خطبته الزيارات الخارجية التي قام بها في 2019 والتي شملت زيارة لأبوظبي عندما أصبح أول بابا للفاتيكان تطأ قدماه شبه الجزيرة العربية مهد الإسلام.
وفي حديثه عن تغير المناخ، قال البابا إنه يشعر بالحزن لأن "السياسة الدولية" لم تدرك الضرورة الملحة للتعامل مع هذه المشكلة.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)