من ألكسندر كورنويل وباريسا حافظي
دبي (رويترز) - قالت إيران يوم الجمعة إنها تريد أن تقوم بنفسها بتحميل بيانات الصندوقين الأسودين لطائرة أوكرانية تحطمت على أراضيها مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا، وذلك بعدما ذكرت كندا ودول أخرى أن الطائرة أٌسقطت بصاروخ إيراني ربما عن طريق الخطأ.
وقالت إيران التي نفت إسقاط الطائرة، وهي من طراز بوينج 737-800، بصاروخ إن الأمر قد يستغرق شهرا أو شهرين لاستخلاص المعلومات من مسجلي الصوت وبيانات الطيران. وقالت إنها قد تطلب مساعدة روسيا أو كندا أو فرنسا أو أوكرانيا إذا اقتضى الأمر.
كما قالت طهران إن التحقيق قد يستغرق عاما أو عامين.
وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، وهي في طريقها من طهران إلى كييف، يوم الأربعاء فيما كانت إيران في حالة تأهب لمواجهة رد عسكري أمريكي بعد ساعات من إطلاقها صواريخ على أهداف أمريكية بالعراق.
ويزيد الحادث من الضغوط الدولية على إيران بعد شهور من التوتر مع الولايات المتحدة ثم الضربات العسكرية المتبادلة. وقتلت واشنطن جنرالا إيرانيا الأسبوع الماضي في هجوم بطائرة مسيرة في العراق مما دفع طهران للرد بإطلاق صواريخ.
وفي تعبير عن الحزن نشر إيرانيون وغيرهم صورا على مواقع التواصل الاجتماعي من موقع تحطم الطائرة من بينها صورة لإحدى فردتي حذاء أحمر اللون لطفل وسط الحطام.
ونٌشرت على تويتر صورة ذاتية (سيلفي) لأم وابنتها في مقعديهما بالطائرة أٌرسلت إلى قريب لهما قبل الإقلاع.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا يستبعد ضربة صاروخية لكن الأمر غير مؤكد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "نحن على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة" في التحقيق الذي تجريه أوكرانيا.
ويريد المحققون الأوكرانيون تفقد مكان سقوط الطائرة للبحث عن أي حطام لصاروخ روسي الصنع تستعمله إيران.
* ’لم يكن متعمدا’
عبر كثير من الإيرانيين عن استيائهم على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء السماح للطائرة بالإقلاع بعد ساعات من القصف الصاروخي الإيراني لأهداف أمريكية في العراق كما عبروا عن القلق إزاء صور نشرت على تويتر، لا يمكن التحقق منها، تشير إلى أن موقع تحطم الطائرة تم تجريفه بالجرافات.
وقال علي عابد زادة رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية في مؤتمر صحفي في طهران "نفضل تحميل بيانات الصندوقين الأسودين في إيران. لكن لو وجدنا صعوبة في ذلك بسبب الأضرار التي لحقت بالصندوقين فسنطلب المساعدة".
وعرض التلفزيون الحكومي في وقت سابق لقطات للصندوقين قائلا إنه يمكن تحميل معلوماتهما وتحليلها.
وألقى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، باللوم على صاروخ إيراني في إسقاط الطائرة التي كان على متنها 63 كنديا مستشهدا بمعلومات مخابراتية كندية ومن مصادر أخرى على الرغم من قوله إن ذلك "ربما لم يكن متعمدا".
وذكر ترودو "تشير الأدلة إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض/جو إيراني".
وطلب المدعي العام الأوكراني من كندا "تقديم المعلومات المتاحة للجانب الكندي والتي قد تسهل التحقيقات الجنائية" في الحادث.
وذكرت وكالة تاس للأنباء نقلا عن سيرجي ريابكوف مساعد وزير الخارجية الروسي يوم الجمعة أن موسكو لا ترى في الوقت الراهن أي أساس لاتهام إيران بالمسؤولية عن سقوط طائرة الخطوط الدولية الأوكرانية بالقرب من طهران في تناقض مع بيانات من كندا وآخرين.
وقال مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي إنه سيشارك في التحقيق في تحطم الطائرة الأوكرانية. وساعد المكتب في تحليل بيانات مسجل رحلة طائرة بوينج تحطمت في إثيوبيا العام الماضي.
وذكر مسؤول أمريكي مستشهدا ببيانات من الأقمار الصناعية، أن واشنطن خلصت بدرجة عالية من اليقين إلى أن صاروخين مضادين للطائرات أسقطا الطائرة عن طريق الخطأ.
وأشار المسؤول إلى أن البيانات أظهرت أن الطائرة حلقت لمدة دقيقتين بعد مغادرتها طهران عندما جرى رصد البصمتين الحراريتين لصاروخين أرض/جو. ووقع انفجار على مقربة وأظهرت بيانات الحرارة اشتعال النيران في الطائرة وهي تسقط. ورصدت الأقمار الصناعية العسكرية الأمريكية انبعاثات للأشعة تحت الحمراء من الحرارة.
* "حرب نفسية"
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين بأنه لا يعتقد أن تحطم الطائرة كان بسبب مشكلة ميكانيكية قائلا "ربما ارتكب شخص ما خطأ على الجانب الآخر".
وقالت إيران التي تنفي أن تكون الطائرة المنكوبة أصيبت بصاروخ إن مثل هذه التقارير "حرب نفسية على إيران".
وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة في بيان "يمكن لكافة الدول التي كان لها مواطنون على متن الطائرة أن ترسل ممثلين ونحث بوينج على إرسال ممثلها للانضمام إلى عملية فحص الصندوق الأسود".
وأشارت وسائل إعلام إيرانية يوم الجمعة إلى إن ممثلين للولايات المتحدة وكندا وفرنسا سيسافرون الى طهران لحضور اجتماعات للتحقيق الذي تقوده إيران في الحادث.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "بمجرد وصولهم سيحضرون الاجتماعات للتحقيق في أسباب الحادث".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه بعد التنسيق مع أوتاوا، توجه وفد من عشرة كنديين إلى طهران لمتابعة أمر الضحايا الكنديين. وكندا والولايات المتحدة لا تربطهما علاقات دبلوماسية مع إيران.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)