💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

خامنئي يدافع عن الحرس الثوري الإيراني بعد اضطرابات بسبب إسقاط طائرة

تم النشر 17/01/2020, 21:00
© Reuters. خامنئي يلقي خطبة الجمعة وسط توتر في الداخل وضغوط من الخارج

من باريسا حافظي

دبي (رويترز) - أبدى الزعيم الإيراني الأعلى دعمه للحرس الثوري في خطبة نادرة يوم الجمعة بعد اعتراف الحرس الصريح بأنه أسقط بالخطأ طائرة ركاب مما أدى لخروج احتجاجات لأيام في الشوارع.

وفي أول خطبة جمعة منذ ثماني سنوات، قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لآلاف الإيرانيين الذين كانوا يهتفون "الموت لأمريكا" إن الحرس الثوري يمكن أن ينقل معركته خارج حدود إيران، في رد فعل على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في هجوم أمريكي.

وقالت واشنطن إن أي تهديدات لن تؤدي إلا لمزيد من العزلة لإيران.

وجاء خطاب خامنئي في وقت تحتدم فيه الأزمة لبلاده التي تجابه اضطرابات في الداخل وضغوطا متزايدة من الخارج.

وأدى انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع القوى العالمية وإعادة فرض العقوبات الأمريكية التي كبلت الاقتصاد الإيراني إلى دائرة مفرغة من العداء بين واشنطن وطهران.

وتحول الأمر إلى تبادل للضربات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة عندما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، أحد وحدات الحرس الثوري المسؤولة عن عمليات إيران في الخارج، في ضربة جوية بطائرة مسيرة في الثالث من يناير كانون الثاني.

وردت إيران بضربات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق في الثامن من يناير كانون الثاني، أسفرت عن وقوع إصابات لكن دون سقوط قتلى من القوات الأمريكية.

وفي أجواء التوتر التي أعقبت الضربات الصاروخية الإيرانية على أهداف أمريكية، وفي وقت كانت القوات الإيرانية تتوقع فيه عمليات انتقامية أمريكية، أسقطت دفاعات الحرس الثوري الجوية طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وهم 176 شخصا أغلبهم إيرانيون أو لديهم جنسيات مزدوجة.

واستغرق الأمر أياما من الحرس الثوري، الذي يتلقى أوامره بشكل مباشر من خامنئي، للاعتراف بالخطأ على الرغم من أن قياديا قال إنه أخبر السلطات بالسبب في ذات يوم سقوط الطائرة. وأشعل تأخر هذا الاعتراف شرارة احتجاجات في أنحاء البلاد قوبلت في بعض الأحيان بقمع عنيف. ووجه المحتجون غضبهم للحرس الثوري والمؤسسات الدينية الحاكمة التي تشكل لكي يحميها.

وقال خامنئي يوم الجمعة في الخطبة "أعداؤنا... سعداء لأنهم وجدوا ذريعة للتقليل من شأن الحرس الثوري والقوات المسلحة ونظامنا" مشيدا بالحرس الذي قال إنه يحمي إيران ومجددا المطالبة برحيل القوات الأمريكية عن المنطقة.

وأكد خامنئي على أن عمل سليماني في توسيع نطاق النفوذ العسكري الإيراني في الخارج سوف يستمر وقال إن فيلق القدس الذي قاده "يحمي الدول المقموعة في أنحاء المنطقة". ووصف جنوده بأنهم "مقاتلون بلا حدود".

وقال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران برايان هوك يوم الجمعة إن التهديدات التي تطلقها طهران ستؤدي فقط إلى عزلتها بدرجة أكبر. وأضاف هوك للصحفيين في إفادة أن الولايات المتحدة فرضت أيضا عقوبات على قيادي بالحرس الثوري الإيراني برتبة بريجادير جنرال في أحدث خطوة من بلاده ضد إيران.

لكن روسيا قدمت بعض الدعم لإيران فيما يتعلق بكارثة الطائرة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة إن إسقاط الطائرة وقع في وقت شعرت فيه طهران بقلق من تقارير عن تحليق طائرات شبح مقاتلة في المنطقة.

وقال لافروف "كانت توجد ست مقاتلات إف-35 (أمريكية) على الأقل في الجو داخل الحدود الإيرانية (في ذلك الوقت). لم يتم بعد التحقق من هذه المعلومات لكنني أود أن أشير إلى التوتر الذي يصاحب مثل هذه المواقف".

* "مأساة مريرة"

اندلعت احتجاجات قادها طلبة في طهران ومدن أخرى لأربعة أيام بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية.

ومع احتدام الاضطرابات، كتب ترامب تغريدات على موقع تويتر باللغتين الفارسية والإنجليزية لدعم المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "الموت لخامنئي" وبشعارات مناهضة للحرس الثوري.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني يوم الجمعة "هؤلاء المهرجون الأمريكيون يكذبون بقولهم إنهم يقفون إلى جانب الشعب الإيراني.. وعليهم أن يروا من هو الشعب الإيراني".

وتابع قائلا "تحطم الطائرة مأساة مريرة أحرقت قلوبنا... لكن البعض حاول استغلالها كذريعة للتغطية على استشهاد قائدنا العظيم سليماني".

لكنه لم يصل إلى حد الاعتذار المباشر على الرغم من أن الحرس الثوري ومسؤولين آخرين أصدروا اعتذارات مسهبة منذ الحادث.

وحث خامنئي الإيرانيين على الوحدة وإظهار التضامن مع بلادهم من خلال الإقبال بأعداد كبيرة على المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تجرى في فبراير شباط.

وجذبت جنازة سليماني حشودا ضخمة من المشيعين الإيرانيين إذ صور لفترة طويلة في بلادهم بصفته بطلا قوميا بينما ينظر له الغرب على أنه عدو شرس.

وعلق بعض الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي بغضب على خطبة الجمعة التي ألقاها خامنئي وعلى تصريحاته بشأن كارثة الطائرة.

وقال مايك بوراريان على تويتر "ولا كلمة للاعتذار. عجرفة فحسب".

ولقمع المظاهرات أرسلت السلطات أفراد شرطة مكافحة الشغب للشوارع واصطفوا خارج الجامعات التي تركزت فيها الاحتجاجات. وأظهرت لقطات مصورة نشرت على الإنترنت المتظاهرين وهم يتعرضون للضرب وصوت أعيرة نارية ودماء في الشوارع.

ونفت الشرطة الإيرانية إطلاق النار على المحتجين وقالت إنها أمرت قواتها بضبط النفس.

وفي أعنف اضطرابات تشهدها البلاد منذ 1979، قمعت السلطات الإيرانية قبل شهرين تقريبا احتجاجات خرجت بسبب زيادة حادة في أسعار الوقود التي أضافت لمعاناة الإيرانيين العادين الذين يواجهون صعوبات معيشية بالفعل بسبب العقوبات الأمريكية.

وقلصت إيران تدريجيا التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ردا على سياسة "الضغوط القصوى" التي تتبعها واشنطن بما شمل تجاوز الحدود المنصوص عليها في الاتفاق لتخصيب اليورانيوم.

وأدى ذلك إلى تفعيل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي وحاولت إنقاذه، آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي، وهو إجراء يمكن أن يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

© Reuters. خامنئي يلقي خطبة الجمعة وسط توتر في الداخل وضغوط من الخارج

وقال خامنئي "لا يمكن الوثوق بتلك الدول الأوروبية. حتى المفاوضات التي تجريها مع إيران مليئة بالخداع".

(شارك في التغطية بابك دهقان بيشه - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.