💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بنوك لبنان المتأزمة تواجه غضب المودعين المحبطين

تم النشر 17/01/2020, 17:46
© Reuters. بنوك لبنان المتأزمة تواجه غضب المودعين المحبطين

من إريك كينكت

بيروت (رويترز) - في ظل تناقص السيولة الذي تشهده البنوك اللبنانية، ينفد كذلك صبر المودعين. فبفعل التأثيرات السلبية للقيود على عمليات السحب، يتخذ البعض خطوات متطرفة مثل احتلال فروع لبنوك، وفي إحدى الحالات احتجاز موظف كرهينة، سعيا إلى الحصول على كل ما يمكنهم بلوغه من حساباتهم.

دفعت أزمة لبنان المالية ونقص الدولارات البنوك التجارية إلى فرض حدود صارمة على سحب الدولار ومنع معظم التحويلات إلى الخارج، مما تسبب في‭‭ ‬‬افتقار اللبنانيين الذين يتقاضى أغلبهم رواتبهم بالدولار إلى السيولة.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة بالبلاد في 17 أكتوبر تشرين الأول، تعرضت البنوك التجارية التي اعتُبر أنها تحمل جزءا من المسؤولية عن الأزمة للهجوم، بما في ذلك أعمال شغب تسببت في تحطم واجهات مصارف وتدمير ماكينات للصرف الآلي في منطقة الحمرا ببيروت.

وفي ظل تحديد أسقف للسحب عند بضع مئات من الدولارات أسبوعيا، حاول بعض المودعين استخدام القوة للوصول إلى أموالهم.

وبحسب مصادر أمنية، شهد لبنان 101 واقعة بالبنوك منذ أول نوفمبر تشرين الثاني وحتى 13 يناير كانون الثاني تنوعت ما بين المشاجرات والاعتصامات والهجمات الأكثر عنفا على أفرع لبنوك.

وقال مصدر أمني "إنها تزيد كل يوم مثل كرة الثلج...لقد شرعت في الوصول إلى نقطة اختناق والناس يختنقون".

وعندما امتنع بنك عن إعطاء مودعة عرّفت نفسها فقط باسم لما وخمسة آخرين معها من مدينة صيدا بجنوب البلاد 400 دولار يتعهد بها، عادوا مع عشرة محتجين في استعراض للقوة.

وقالت لما إن المجموعة اقتحمت الفرع وتشاجرت مع الأمن وموظفين بالبنك قبل أن يوافق مدير الفرع على منحهم 400 دولار أسبوعيا.

وقالت لما "ما اكتشفته هو أنه مع الضغط أو الخوف منا...يستسلمون".

وتُظهر مقاطع مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وقائع مشابهة، منها اقتحام مودعين بصحبة محتجين لبنوك وفي بعض الأحيان مهاجمة الأمن والرشق بكراس والمطالبة بأموال من حساباتهم. ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من المقاطع.

وعندما رفض بنك آخر في صيدا سداد قيمة شيك لمصطفى البيطار هذا الشهر، عاد ومعه رافعة حاويات وشاحنتين جلبهما من شركته وأغلق المدخل. ووافق مدير الفرع على سداد قيمة الشيك.

وقال البيطار "اضطررنا لفعل هذا للحصول على حقنا...الوضع يزداد سوءا".

ولم يقدم تكثيف لوجود الشرطة وخط ساخن لموظفي البنوك لطلب دعم سريع من قوات الأمن، وهو ما تم تطبيقه بعد بدء الاضطرابات، مساعدة تُذكر في التصدي للمودعين الغاضبين.

"أموالي"

في الثالث من يناير كانون الثاني، احتجز محتجون مدير فرع لبنك لبنان والمهجر (بنك بلوم) في منطقة عكار بشمال البلاد كرهينة لعدة ساعات للمطالبة بدولارات لعميل، وأفاد بيان لبنك بلوم بأنهم لم يطلقوا سراح المدير إلا عندما تدخل الأمن.

وتعرضت بنوك في أنحاء عكار لإحراق وتخريب. وأغلقت أبوابها في الثالث من يناير كانون الثاني ولا تزال مغلقة.

وقال موظف ببنك مقره طرابلس "نعمل في القطاع المصرفي منذ وقت طويل وهذا شيء لم نشهده من قبل".

يعاني لبنان المثقل بالديون بشدة منذ الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء سعد الحريري الذي استقال في أكتوبر تشرين الأول على خلفية احتجاجات ضد الفساد وسوء الإدارة اللذين اعتُبرا السببين الجذريين للمشكلات الاقتصادية. وفقدت الليرة اللبنانية نصف قيمتها تقريبا.

ويحجم مانحون دوليون عن تقديم دعم بقيمة 11 مليار دولار لحين تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ خطة إصلاح.

وبعد بدء الاضطرابات في أكتوبر تشرين الأول، أُغلقت البنوك على فترات متقطعة بسبب إضراب بدعوة من اتحاد نقابات موظفي المصارف بفعل مخاوف تتعلق بالسلامة، مما أصاب الاقتصاد والتجارة بالشلل. وأُعيد فتحها في 19 نوفمبر تشرين الثاني بعد اتفاق لتعزيز الأمن ووجود الشرطة خارج أغلب الفروع.

وقال موظف ببنك مقره بيروت "هناك دائما فرد شرطة بالبنك، لكن ماذا عساه أن يفعل عندما يفد ستون أو سبعون شخصا على البنك؟...ليس لدي علم متى سيصب العميل الذي أمامي عليّ غضبه".

© Reuters. بنوك لبنان المتأزمة تواجه غضب المودعين المحبطين

وقال "أيا كان ما أقوله لهم، أسمع نفس الشيء: ‘أريد أموالي. أريد أموالي‘".

(شاركت في التغطية دالا عسيران - إعداد محمود سلامة للنشرة العربية - تحرير معتز محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.