💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

خيمة وحافلة.. مدارس الأطفال السوريين على الحدود التركية

تم النشر 17/01/2020, 20:30
خيمة وحافلة.. مدارس الأطفال السوريين على الحدود التركية

من خليل العشاوي

أعزاز (سوريا) (رويترز) - يستمع المعلم السوري أحمد الهلال إلى تلاميذه الصغار الجالسين على حصيرة، يرددون حروف الأبجدية العربية في مدرسة مؤقتة فقيرة التجهيز بخيمة على مشارف مخيم للاجئين مترامي الأطراف على طول الحدود التركية.

وفر كثير من هؤلاء الأطفال مع أمهاتهم باحثين عن النجاة من الموت جراء القصف الجوي العنيف الذي تشنه الطائرات الحربية السورية والروسية والذي أصاب الحياة اليومية بالشلل وألحق أضرارا بعشرات المدارس والمستشفيات.

والآن يتجمع الأطفال، الذين يتحملون قسوة الشتاء في المخيم الذي غرقت كثير من خيامه، على الأرض يتعلمون كيف يقرأون باستخدام قصاصات من الورق وأقلام الرصاص.

وقال الهلال، الذي يعلم أكثر من 140 صغيرا في ثلاث خيام متفرقة على بضعة مخيمات كبيرة مكتظة على مشارف مدينة أعزاز الحدودية إن هؤلاء الأطفال "يعانون من الجهل فلا يقرأون ولا يكتبون" مضيفا أنهم ليس لديهم من يساعدهم.

ويشكل الأطفال والنساء القسم الأكبر من هؤلاء الفارين من الهجوم البالغ عددهم 350 ألف شخص. ولاذ هؤلاء النازحون بالفرار من الهجوم الذي تجدد منذ ديسمبر كانون الأول وتقول الأمم المتحدة إنه تعمق في معقل المعارضة السورية في الشمال الغربي.

وقال تلميذ يدعى خالد يبلغ من العمر 14 عاما "أنا أحضر إلى هنا من أجل التعلم، حيث نزحنا إلى أعزاز من ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتحديدا من منطقة أبو الضهور بعد أن تقدم الجيش... اليوم نأخذ الدروس في الخيمة بعد أن هربنا من القصف ولا يوجد مدارس يمكن أن تستوعبنا، بعد أن تعرضت مناطقنا ومدارسنا للقصف من قبل النظام".

كان الهلال نفسه قد فر من بلدته أبو الضهور في إدلب بعد أن سيطر عليها الجيش، بدعم من جماعات مسلحة موالية لإيران.

وقال الهلال البالغ من العمر 48 عاما والذي كان مدرسا قبل اندلاع الصراع منذ نحو تسع سنوات "قمنا بشراء بعض الدفاتر وأجزاء القرآن ونحن اليوم نعلمهم داخل هذه الخيمة".

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن الحرب ستترك جيلا لم يلتحق بالمدارس قط، وما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على التعليم بعد أن دمرت 7000 مدرسة وخرج نحو مليوني طفل خارج من المنظومة الدراسية.

وفي مخيم قريب في الباب، قام متطوعون بتحويل حافلة مدرسية إلى فصل دراسي.

وداخل الحافلة المزخرفة، يتلقى نحو 50 فتى وفتاة في الخامسة من العمر دروسا في الرياضيات ومهارات الحياة واللغة العربية والدين.

وقالت ماوية شولار (32 عاما) التي فرت من معقل سابق لمقاتلي المعارضة في حمص قبل ثلاث سنوات "فكرة الباص بدأت منذ 6 أشهر بسبب صعوبة تنقل الطلاب بين المخيمات والمدارس، لذلك عملنا على تجهيز الباص بحيث يكون مدرسة متنقلة"

وتابعت قائلة "يعمل في الباص 4 أساتذة ونحن اليوم نخدم مخيما واحدا ونسعى من أجل التوسع إلى مخيمات أخرى، حيث يدرس الباص العربي والرياضيات والعلوم والديانة ومهارات الحياة والتمارين الرياضية الخارجية".

وأضافت "شعور التهجير يعطيني الدافع أن أعمل مع هؤلاء الأطفال كونهم مهجرين. التهجير شكل أثر لدي بشكل كبير من أجل إخراج الأطفال من الانطواء الذي يعيشون فيه".

(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.