من دارين باتلر
اسطنبول (رويترز) - دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوروبا إلى دعم ما تقوم به بلاده في ليبيا بتقديم دعم عسكري للحكومة المعترف بها دوليا، إن كانت تريد إنهاء الصراع الليبي.
وأدلى أردوغان بالتصريحات في مقال نشره موقع بوليتيكو الإلكتروني يوم السبت قبل قمة تستضيفها برلين يوم الأحد في مسعى لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وقال دبلوماسيون، وجاء كذلك في مسودة بيان، أن ألمانيا والأمم المتحدة ستحاولان خلال القمة دفع المعسكرين المتحاربين في ليبيا إلى التوقيع على اتفاق لوقف لإطلاق النار وآلية للمراقبة كخطوات أولى نحو السلام.
وتدعم تركيا حكومة رئيس الوزراء فائز السراج التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها، وهي تصف خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بأنه انقلابي.
وكتب أردوغان يقول "أوروبا أقل اهتماما بتقديم دعم عسكري لليبيا، ومن ثم فإن الخيار الواضح هو العمل مع تركيا التي تعهدت بالفعل بتقديم مساعدة عسكرية".
وأضاف "سندرب قوات الأمن الليبية ونساعدها على مكافحة الإرهاب وتهريب البشر وغيرهما من الأمور التي تمثل تهديدا بالغا للأمن الدولي".
ومع اقتراب القمة قال مكتب أردوغان إن الرئيس التركي تحدث هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستضيف القمة لبحث التطورات في ليبيا والمنطقة.
وفي مؤشر على التوتر الذي يكتنف القضية الليبية انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليونان لاستضافتها حفتر قبل القمة.
وكتب جاويش أوغلو على تويتر تعليقا موجها لنظيره اليوناني نيكوس دندياس يقول "دعوة حفتر إلى اليونان وإظهار الأجندة الوطنية اليونانية تصرفات تخرب الجهود المبذولة لتحقيق السلام في ليبيا. نود أن نذكر أصدقاءنا اليونانيين بأن مثل هذه الجهود التافهة لا جدوى منها".
وستضع قمة الغد ضغوطا على حفتر والجيش الوطني الليبي لوقف الهجوم المستمر منذ تسعة أشهر على العاصمة بعد أن هدأ القتال قبل أسبوع. لكن دبلوماسيين كانوا قد اطلعوا على الاستعدادات للقمة قالوا إنها لن تشهد سعيا للوساطة لتقاسم السلطة بين الجانبين.
ومن المقرر حضور حفتر والسراج إلى برلين إلى جانب أردوغان وزعماء روسيا ومصر ودول غربية وعربية أخرى. وتشهد ليبيا اضطرابات منذ سقوط معمر القذافي عام 2011.
وقال أردوغان إنه إذا سقطت الحكومة الشرعية في ليبيا فإن الجماعات الإسلامية المتشددة كتنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة "ستجد أرضا خصبة للوقوف على قدميها من جديد".
ويلقى حفتر دعما من الإمارات ومصر والأردن ومقاتلين سودانيين وتشاديين، ومن مرتزقة روس في الآونة الأخيرة، كما تقدم له فرنسا بعض الدعم.
وعلى الجانب الآخر، ساندت تركيا السراج بإرسال قوات لإحداث توازن في القوى بعد المكاسب التي حققها قناصة روس في الآونة الأخيرة. ويقول دبلوماسيون إن مئات المقاتلين الموالين لتركيا والذين خاضوا الصراع في سوريا أُرسلوا إلى ليبيا أيضا.
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)