💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

نظرة فاحصة- ما مدى قرب إيران من إنتاج قنبلة نووية؟

تم النشر 18/01/2020, 23:06
نظرة فاحصة- ما مدى قرب إيران من إنتاج قنبلة نووية؟

من فرانسوا مورفي وأرشد محمد

فيينا/واشنطن (رويترز) - يعد الإنجاز الأساسي لاتفاق إيران النووي هو إبقاء طهران على مسافة ليست بالقليلة من امتلاك أسلحة نووية، لكنه الآن يتلاشى.

وتمحورت العديد من القيود التي فرضها الاتفاق الموقع في 2015 على الأنشطة النووية الإيرانية حول هدف واحد: تمديد الوقت الذي قد تحتاجه طهران لإنتاج كمية من المواد الانشطارية الكافية لصنع قنبلة نووية واحدة، إذا قررت ذلك، من شهرين أو ثلاثة أشهر لعام على الأقل.

وتقول إيران على الدوام إنها لم تسع قط لامتلاك أسلحة نووية ولن تفعل. وقالت منذ فترة طويلة إن أنشطة التخصيب هي لأغراض مدنية بما يشمل الطاقة النووية والاستخدام في المشروعات البحثية في المستقبل.

وبدأت طهران العام الماضي في تقليص التزاماتها تدريجيا بالقيود المفروضة بموجب الاتفاق ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب بلاده من الاتفاق في مايو أيار 2018 وإعادة فرض العقوبات الأمريكية مما أدى إلى خفض حاد في صادرات قطاع النفط الحيوي لإيران.

وأظهرت تقارير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب تطبيق الاتفاق أن تلك الخطوات التي أقدمت عليها طهران مؤخرا أدت لخفض الوقت الذي يفصل إيران عن امتلاك سلاح نووي قليلا على الرغم من أنها ما زالت بعيدة عن تحقيق قفزات على هذا الطريق.

لكن انتهاكات الاتفاق كانت كافية لتدفع الدول الأوروبية الموقعة عليه إلى تفعيل آلية فض المنازعات مما طرح احتمال عودة العقوبات الدولية من الأمم المتحدة على إيران بعد رفعها بموجب الاتفاق.

* ما الذي فعلته إيران؟

خالفت إيران الكثير من القيود الأساسية في الاتفاق لكنها قالت إنها ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها. وفرض الاتفاق على إيران أكثر أنظمة التفتيش والتحقق صرامة في العالم وهي ملتزمة بالانصياع لذلك حتى الآن.

- اليورانيوم المخصب: يحد الاتفاق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى 202.8 كيلوجرام وهو ما يقل عن نصف الكمية التي كانت تنتجها في كل فصل قبل توقيعه مع القوى العالمية. كما يشكل أيضا قدرا ضئيلا من الأطنان التي كانت بحوزتها. وكان ذلك البند أول ما خالفته إيران العام الماضي وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلك المخالفة في الأول من يوليو تموز. ويقول التقرير الفصلي الأحدث الصادر عن الوكالة في نوفمبر تشرين الثاني إن المخزون وصل إلى 372.3 كيلوجرام وبالطبع تتزايد الكمية منذ ذلك الحين.

- مستوى التخصيب: يحد الاتفاق من درجة نقاء المواد الانشطارية التي يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم إليها عند 3.67 بالمئة وهو ما يقل كثيرا عن مستوى 20 بالمئة الذي كانت طهران تقوم به قبل الاتفاق ومستوى تصنيع الأسلحة البالغ 90 بالمئة. خالفت إيران ذلك الحد في الثامن من يوليو تموز. ومنذ ذلك الحين ظل مستوى التخصيب مستقرا عند ما يصل إلى 4.5 بالمئة.

- أجهزة الطرد المركزي: يسمح الاتفاق لإيران بإنتاج اليورانيوم المخصب من خلال نحو خمسة آلاف جهاز طرد مركزي فقط من الجيل الأول (آي.آر-1) في مفاعل نطنز. ويسمح الاتفاق أيضا لها بتشغيل عدد صغير من أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدما والأسرع إنتاجا وذات الكفاءة الأعلى دون تكديس اليورانيوم المخصب. وكان لدى إيران نحو 19 ألف جهاز طرد مركزي قبل الاتفاق.

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 25 سبتمبر أيلول أن إيران بدأت التخصيب بأجهزة طرد مركزي متطورة لكن بعدد يقل كثيرا عن أجهزة الجيل الأول. وأعادت إيران تشغيل خطين كانت قد فككتهما بموجب الاتفاق كما قامت بتركيب سلاسل أصغر من طرازات أخرى. وإذا بدأت تلك السلاسل الجديدة في العمل فمن المرجح أن يزيد إنتاج إيران من اليورانيوم المخصب. ولم تخالف الجمهورية الإسلامية بعد الحد المسموح به من أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في نطنز.

- فوردو: يحظر الاتفاق أنشطة التخصيب في فوردو، وهو موقع بنته إيران سرا داخل جبل وكشفته أجهزة مخابرات غربية في 2009. ويسمح الاتفاق بوجود أجهزة طرد مركزي هناك لأغراض أخرى مثل إنتاج النظائر المستقرة. واستأنفت إيران أنشطة التخصيب في ذلك الموقع في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني لكن بعدد محدود فحسب من أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول.

* ما مدى قرب إيران من امتلاك قنبلة الآن؟

قللت الانتهاكات من الوقت المطلوب لامتلاك سلاح نووي قليلا لكن تقديرات ذلك تتفاوت حاليا. كما يعتقد العديد من الدبلوماسيين والخبراء في المجال النووي إن التقديرات الأولية التي حددت تلك المدة بعام كانت متحفظة.

وأحجم دبلوماسي أوروبي، كان قد حدد الوقت اللازم لإيران لامتلاك سلاح نووي من قبل بأنه 12 شهرا، عن تقديم تقدير جديد لكنه قال إن الخطوات التي تتخذها إيران حاليا "لها تأثير خطير".

وأشار دبلوماسي آخر لبيان من وزير الخارجية الفرنسي قبل أيام قال فيه إن امتلاك إيران قنبلة نووية قد يستغرق ما بين عام وعامين لكن لم يتضح إن كان يقصد المواد المشعة اللازمة أم السلاح نفسه.

وقال ديفيد أولبرايت، وهو مفتش أسلحة سابق للأمم المتحدة وينتهج موقفا متشددا حيال إيران، إن طهران يمكنها خلال ما بين خمسة وعشرة أشهر تكديس 900 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب لمستوى 4.5 بالمئة بالمعدل الحالي للإنتاج. وهذا الكم إذا خضع لمزيد من التخصيب قد ينتج 25 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب لمستوى تصنيع الأسلحة والمطلوب لقنبلة واحدة.

* ما الذي تحتاج إيران للقيام به؟

حتى إذا راكمت إيران كمية كافية من المواد الانشطارية فإنها ستكون في حاجة لتصنيع قنبلة، وستكون صغيرة على الأرجح حتى تستطيع تحميلها على صواريخها الباليستية. ولم يتضح بعد الوقت الذي قد تستغرقه تلك الخطوة لكن إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية يعتبر على نطاق واسع أكبر عقبة أمام تصنيع سلاح نووي.

وتعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كان لديها في وقت من الأوقات برنامج أسلحة نووية أوقفته فيما بعد. وهناك أدلة تشير إلى أن إيران حصلت على تصميم لسلاح نووي وقامت بأنشطة متنوعة متعلقة بتصنيع سلاح من هذا النوع.

وقالت ثلاثة مصادر حكومية أمريكية إن خبراء من المخابرات الأمريكية يعتقدون أن إيران لم تبد بعد أي نية لتمزيق الاتفاق النووي بالكامل ويستندون في ذلك إلى استمرار طهران في السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول لمنشآتها النووية المعلنة.

(شارك في التغطية جون أيرش من باريس ومارك هوزنبول وجوناثان لانداي من واشنطن وأنتوني دويتش من أمستردام - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20200118T200423+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.