اسطنبول (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة إن تركيا قد تشن عملية عسكرية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا إذا لم تتوقف الهجمات هناك سريعا.
يجيء هذا في الوقت الذي ازداد فيه القلق من تدفق موجة لاجئين جديدة على تركيا وسط هجمات القوات السورية المدعومة من روسيا.
ومنذ الأسبوع الماضي تتقدم قوات حكومة الرئيس بشار الأسد بدعم من سلاح الجو الروسي بسرعة في إدلب. وسيطرت على عشرات البلدات ومن بينها مدينة معرة النعمان المهمة في المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة في الحرب الأهلية الدائرة منذ تسع سنوات.
وأثارت الحملة الأخيرة التوتر أيضا بين أنقرة وموسكو اللتين تدعمان أطرافا متناحرة في الصراع.
واتهم أردوغان روسيا بانتهاك اتفاقات خفض التصعيد في إدلب لكن موسكو نفت ذلك إذ قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الجمعة إن إدلب ملاذ آمن للمتشددين الذين يستهدفون القوات السورية وقاعدة جوية روسية في سوريا.
وقال أردوغان في أنقرة إن بلاده لا يمكنها التعامل مع موجة لاجئين جديدة. وأضاف أن أنقرة لن تسمح بتهديدات جديدة قرب حدودها حتى لو كان ذلك يعني اللجوء للقوة العسكرية كما فعلت في ثلاث عمليات عسكرية نفذتها عبر الحدود في شمال سوريا.
وقال أردوغان "سنفعل ما يلزم عندما يهدد أحد ما أراضينا. لن يكون أمامنا خيار إلا اللجوء لنفس المسار مرة أخرى إذا لم يرجع الوضع في إدلب إلى طبيعته بسرعة".
وبدا أنه يتمسك بخيار تنفيذ عملية أخرى في شمال شرق سوريا حيث استهدفت تركيا في أكتوبر تشرين الأول وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية.
وقال أردوغان "لن نحجم عن القيام بما هو ضروري بما في ذلك استخدام القوة العسكرية" مضيفا أن تركيا تريد الاستقرار والأمن في سوريا.
وقال الكرملين إن روسيا تفي تماما بالتزاماتها في إدلب، لكنها تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفته بهجمات مكثفة يشنها مسلحون على قوات الحكومة السورية وقاعدة حميميم الجوية الروسية.
وتركيا، التي تدعم بعض فصائل المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد، تستضيف حاليا أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري. ودعا أردوغان مرارا وتكرارا الأسد إلى التنحي على الرغم من أن إيران وروسيا وتركيا أكدت أنها تسعى إلى حل سياسي للصراع.
وقال أردوغان "لن نسمح للنظام (السوري) بوضع بلدنا تحت التهديد المستمر للمهاجرين عن طريق تعذيب ومهاجمة وسفك دماء شعبه".
(تغطية صحفية علي كوتشوك جوتشمن في اسطنبول وألكسندر مارو في موسكو - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)